تم بالاشارة في الاطار الامريكي الى الدور الذي لعبته المافيا ذات الاصل الصيني،
وكانت اعداد كبيرة من الصينينين قد هاجرت الى امريكا في نهاية القرن التاسع عشر
لكنها لاقت معاملة سيئة جدا ، بل اصدر الكونغرس الامريكي عام 1892 قانون
استثناء الصينينن الذي نص انه لا يحق لاي شخص تعود اصوله الى الصين
الحصول على الجنسية الامريكية .
كان الصينيون ادنى مرتبة من السود او الهنود ن ورغم ان السياسة الامريكية
قد دعمت خلال سنوات الثلاثنيات حكومة الصين الوطنية بقيادة شيانغ كاي تشيك
ضد المرامي الامبريالية اليابانية وضد القوى الشيوعية بزعامة ماتسوي تانغ ،
فان قانون استثناء الصينين لم يتم الغاؤه الا في سنة 1943 من قبل الرئيس
الامريكي روزلفت .
ومثلما كان الحال بالنسبة للايطاليين من المهاجرين الجدد الذين استقبلهم القدامى
قام الصينيون القدامى في امريكا باستقبال مواطنيهم وتامين الغذاء والسكن
والعمل لهم، لقد نظرت السلطات الى ذلك كنوع من الاحسان لكنها لم تدرك
انه كان لتلك الخدمات ثمنها ، لكن شيئا فشيئا تكشف تنظيما سريا له العديد من
النقاط المشتركة مع المافيا الصقلية ، وكان للتنظيم الصيني علاقات زراعي الافيون
الصيني ، وبل واصبح له ال كايوني الصيني واسمه دو الذي تزعم شبكات
للدعارة وتجارة المخدرات ، واصبح يتجول في المدن ومعه الحراس
الشخصيون ، بل وامتلك بنكا ، وتراس رابطة مكافحة الافيون في شتغهاي
الي كان يدير نشاطاته منها وينتقل بينها وبين امريكا .
ويشير المؤلف الى التداخل الذي حصل بين دو وقائد الشرطة الفرنسية في
المستعمرة الفرنسية في الصين ، المدعو اتبين فيوري الذي تعود اصوله
الى جزيرة كورسيكا والمولود بالجزائر ، فيوري هذا كان احد الاعضاء السريين
في الاتحاد الكورسيكي ، هذه التسمية التي اتخذتها مجموعة اجرامية انشات
خصيصا لاجل تجارتي الدعارة والمخدرات بين شنغهاي مدينة مرسيليا في جنوب
فرنسا ، وكانت تلك المجموعة هي الاولى التي قامت بتجارة الافيون في فرنسا
قبل انشاء المجموعة الاشهر المعروفة بــ فرينش كونيكشن .
ويبين المؤلف عمق التداخل الذي قام بين السلطات الرسمية انذاك في ظل حكومة
شيانغ كاي شيك ، رئيس وزراء الصين الوطنية وبين رجال المافيا ، ووصل الامر
الى حد تعيين دو الذي اشتهر بلقب ملك الافيون برتبة جنرال في الجيش
الوطني الصيني كمقابل مساهمة رجاله في سحق الشيوعيين .
بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية زادت حدة الصراع بين قوات
شيانغ كاي شيك الوطنية والقوات التي يتزعمها ماوتسي تونغ بالرغم من دعم
امريكا للقوات الوطنية الا انه انتصر الشيوعيون الذين حظوا بدعم اغلبية
الصينيين .
حيث تم اعدام بعض قادتها وهرب السيد دو الى هونغ كونغ وتوفي سنة 1951
بسبب الافراط في تعاطي المخدرات .
لقد انكفأـ ت سلطة المجموعات المافيوزية الصينية لكنها لم تمت ووجدت ملاجىء
لها في تايوان وهونغ كونغ ، بنفس الوقت تغرق اعضاؤها في اوروبا وامريكا
لكنهم استعادوا مكانتهم كاقوى المجموعات المافيوزية في امريكا لكنهم يواجهون
مواجهة شرسة من قبل المافيا الايطالية -الامريكية الاكثر تاقلما والاكثر تنظيما
والتي تحولت من تسمية اليد السوداء الى كوزا نوسترا اي ما يمثل الفرع الامريكي
من مافيا كوزا نوسترا في جزيرة صقلية .