في زمن جدتي وجدي

زمن جدتي وجدي

في زمن جدتي وجدتي كانت الحياة أكثر ديناميكية من واقع حالنا الذي نعيشه اليوم على الرغم من صخب ثورة التقنية والمعلومات التي أغرقت أدق تفاصيلنا، وحولتنا إلى ما يشبه الأيقونات الإلكترونية تحركها مجموعة البرامج و المدخلات الحاسوبية فلم تترك حيزا من حياتنا على طبيعته الفطرية، بل إنها طالت مأكلنا ومشربنا ونومنا وعلاقتنا بالآخرين، بل وصل الأمر بهذه الثورة المدهشة إلى حد تزويجنا عبر القارات وبواسطة برامج المحادثة الإلكترونية.

في زمن جدتي وجدي : كانت لغة الحب هي لغة التواصل الأولى في المجتمع الواحد، وكانت قيمته العميقة هي الرابط الأقوى بينهم، وكان نقاشهم أكثر حضارية وأكثرموضوعية وأسمى هدفا، ولم يكونوا بحاجة لأجندة المواعيد أو الوسائط المتعددة للسلام والحوار والنقاش.

في زمن جدتي وجدي: كانت روح المنافسة شريفة ونزيهة ولا تتجاوز حدود ميدان التنافس الفعلي ولم تكن مسابقاتهم ورياضاتهم الترفيهية وبالاً يؤجج الفتنة والحقد والبغضاء ويسقط المثل العليا والقدوة الصالحة.

]في زمن جدتي وجدي كاد المعلم أن يكون رسولا، وكان نيل العلا يحتاج إلى سهر الليالي ولم يكن في زمنها أطال الله عمرها مايسمى بالتقويم المستمر أو الشهادات المعلبة التي إنتشرت اليوم فضاع الكادح المجتهد في زحمة التسهيلات والدلال.

في زمن جدتي وجدي كان زواج الفتاة والشاب سترا لهم ودعامة جديدة من دائم المجتمع القوي ولم يكن يحتاج الشاب لتزويجه إلا مبلغا زهيدا من المال ومباركة والد الفتاة ودعم ذويه وخاصته وكان مصطلح الطلاقا جائرا ومرفوضا إلا في الشديد القوي"