منتدى السوافة
مرحبا بك عزيزي الزائر. نتمنى تكوين حسابك الخاص والتسجيل معنا في المنتدى إن لم يكن لديك حساب بعد
والمساهمه معنا في افادتك والاستفاده منك فهذا المنتدى هو صدقه جاريه اتمنى ان تشارك فيها وتجعله ايضا صدقه جاريه لك بمواضيعك وافادتك لنا

منتدى السوافة
مرحبا بك عزيزي الزائر. نتمنى تكوين حسابك الخاص والتسجيل معنا في المنتدى إن لم يكن لديك حساب بعد
والمساهمه معنا في افادتك والاستفاده منك فهذا المنتدى هو صدقه جاريه اتمنى ان تشارك فيها وتجعله ايضا صدقه جاريه لك بمواضيعك وافادتك لنا

منتدى السوافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى السوافة

منتدى السوافة أصالة وصال تواصل .........
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
منتدى
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شوق وحنـــين ????
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالسبت 13 مايو 2023, 19:54 من طرف نور الاسلام

» طلب البوم معراج شراد
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالخميس 30 يناير 2020, 13:14 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» جديد اغاني معراج شراد والمهدي محبوب
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأحد 19 يناير 2020, 19:10 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» عيد الفطر
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 05 يونيو 2019, 10:30 من طرف كمال احمد

» مكتبة الاغاني السوفية
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالإثنين 27 مايو 2019, 05:46 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» عضو جديد يريد الترحيب
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالإثنين 27 مايو 2019, 05:39 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» https://youtu.be/jQYyL3StZ6Q
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالسبت 25 مايو 2019, 14:49 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» أغاني معراج شراد. رمضان وزيد العيد ودخلة ليكول
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالسبت 25 مايو 2019, 10:46 من طرف قناة أفراح وادي سوف

» ويشدنا الحنين
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالثلاثاء 16 أبريل 2019, 18:12 من طرف كمال احمد

» حصريا على منتدى السوافة موسوعة النباتات السوفية ليوسف حليس
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالإثنين 29 أكتوبر 2018, 21:00 من طرف Abdelhadi

» أيموت الماضي...
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالثلاثاء 25 سبتمبر 2018, 10:26 من طرف كمال احمد

» عيد اضحى مبارك
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 22 أغسطس 2018, 09:36 من طرف عماد الدين

» وفاة المنتدى السوافة فقط واعضاؤه
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالجمعة 17 أغسطس 2018, 11:06 من طرف عماد الدين

» حسبي الله ونعم الوكيل
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 01:03 من طرف غربة

» رمضان مبارك
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 23 مايو 2018, 12:13 من طرف عماد الدين

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رائد السوفي
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
صهيب حساني
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
السوفية
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
كثيرة الصمت
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
رانية
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
mayar39
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
عماد الدين
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
اكرم
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
اسيرة الشوق
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
طبيبة المستقبل
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcapغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_voting_barغزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 337 بتاريخ الإثنين 06 فبراير 2017, 02:25
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 10715 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Aghilesss فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 174204 مساهمة في هذا المنتدى في 20665 موضوع
ازرار التصفُّح
تصويت
ما هو تقيمك للمنتدى الى حد الان ؟
1-ممتاز؟؟
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcap51%غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap
 51% [ 293 ]
2-جيد جدا؟؟
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcap15%غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap
 15% [ 87 ]
3-جيد؟؟
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcap22%غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap
 22% [ 127 ]
4-ضعيف ؟؟
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_rcap12%غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري I_vote_lcap
 12% [ 68 ]
مجموع عدد الأصوات : 575
ساعة توقيت
الصحف الجزائرية






مواضيع مماثلة

 

 غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عماد الدين
مدير
مدير
عماد الدين


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 4517
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Empty
مُساهمةموضوع: غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري   غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 17 أغسطس 2011, 00:38

ستظل معركة بدر الكبرى مَعلَمًا عريقًا، و دستورًا منيرًا للدعاة والمصلحين
والمجاهدين في معاركهم مع الباطل، ستظل الدرس الأكبر في انتصار الفئة القليلة
على الفئة الكثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ..


كما ستبقى مرجعًا مهمة لتجلية العلاقة بين القائد وجنده، والأمير وجيشه، دروسًا
في الجندية والطاعة، والوحدة والتنظيم والجماعة ..


والحق أن مسألة " العلاقة بين القائد وجنده " ..تحتاج دومًا للتأصيل والتوضيح،
والتبيين والتمثيل، فهل يتبسط القائد مع جنده إلى حد المجون ؟ وهل يتشدد القائد
مع جنده إلى حد الغرور ؟ ما هي يا ترى طبيعة العلاقة بين القائد وجنده من
الناحية الإنسانية ومن الناحية العسكرية ومن الناحية السياسية ؟ ..


إن إجابة هذا السؤال، في مدارسة هذه الغزوة الفضيلة ..والوقوف على مواقفها
الحكيمة، وقبل الإجابة؛ علينا أن نعرض لموجزها، قبل الولوج في مواقفها .


وسبب هذه الغزوة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سمع بقافلة تجارية لقريش
قادمة من الشام بإشراف أبى سفيان بن حرب، وتتكون من ألف بعير محملة بالبضائع،
يحرسها أربعون رجلاً فقط، فندب المسلمين إليها، ليأخذوها لقاء ما صادر المشركون
من أموال وعقارات المسلمين في مكة. فخف بعضهم لذلك وتثاقل آخرون،إذ لم يكونوا
يتصورون قتالاً فى ذلك.


وتحسس أبو سفيان الأمر وهو فى طريقه الى مكة، فبلغه عزم المسلمين على خروجهم
لأخذ القافلة، فأرسل الى مكة من يخبر قريشاً بالخبر ويستفزهم للخروج لإنقاذ
أموالهم .


فبلغ الخبر قريشاً فتجهزوا سراعاً وخرج كل منهم قاصدين القتال ولم يتخلف من
أشراف قريش أحد وكانو قريباً من ألف مقاتل .




وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ليال مضت من شهر رمضان مع أصحابه،
أما أبو سفيان فقد أتيح له أن يحرز عيره، فلما أخبر قريشًا بأن القافلة
التجارية قد نجت، وأنه لا داعي للقتال، رفض أبو جهل إلا المواجهة العسكرية..


وخرجت قريش في نحو من ألف مقاتل، منهم ستمائة دارع (لابس للدرع) ومائة فرس،
وسبعمائة بعير، ومعهم عدد من القيان يضربن بالدفوف، ويغنين بهجاء الإسلام
والمسلمين.


أما المسلمون فكانت عدتهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، من المهاجرين ثلاثة
وثمانون، وباقيهم من الأنصار ( 61 من الأوس، و170 من الخزرج) ، وكان معهم سبعون
بعيرًا، وفرسان، وكان يتعاقب النفر اليسير على الجمل الواحد فترة بعد أخرى،
وقبل المعركة، استشار النبي أصحابه، وخاصة الأنصار، في خوض المعركة، فأشاروا
عليه بخوض المعركة إن شاء ، وتكلموا خيرًا .. ثم سار النبي - صَلّى اللّهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ - إلى أرض المعركة في بدر [ وهي الآن مدينة بدر، تبعد 155
كلم عن المدينة، و310 كلم عن مكة، و30 كلم عن ساحل البحر الأحمر ] ، وعسكر
النبي – صلى الله عليه وسلم - عند أدنى ماء من العدو نزولاً على اقتراح الحباب
بن المنذر، وتمام بناء مقر القيادة كما أشار سعد بن معاذ، وقبيل المعركة، أخذ
الرسول - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - يسوي صفوف الجيش ، ويحرضهم على
القتال، ويرغبهم في الشهادة، ورجع إلى مقر القيادة ومعه أبو بكر، وأخذ الرسول -
صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - في الدعاء والابتهال إلى الله أن ينصر
الإسلام ويعز المسلمين، ثم حمي القتال، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وقد
قُتل منهم أربعة عشر، وقُتل من جيش المشركين سبعون، وأُسر سبعون، وافتدى
المشركون أسراهم بالمال ونحوه. وأصدر النبي- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ -
عفوًا عن بعض الأسرى دون أن يأخذ منهم الفداء ، نظرًا لفقرهم، وكلّف المتعلمين
منهم بتعليم أطفال المسلمين القرأة والكتابة.


ونزلت سورة الأنفال تعقّب على هذه الغزوة وتستنكر على الصحابة اختلافهم على
الأنفال . وتركز على سلبيات المعركة لمحاولة تلافيها في المعارك القادمة .


وبعد هذا الموجز، نقف فيما يلي على بعض مشاهد العلاقة بين القائد وجنده، لنرى
موضع القائد من جنده وموضع الجند من قائدهم.


مشاركة القائد جنوده في الصعاب:


عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : كنا يوم بدر، كل ثلاثة على بعير،
فكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
فكانت إذا جاءت عقبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالا : نحن نمشي عنك قال
: " ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى عن الأجر منكما " [ابن هشام 2/ 389 وحسنه
الألباني في تحقيق فقه السيرة 167].


فالقائد الصالح هو من يشارك جنوده الصعاب، ويكابد معهم الآكام والشعاب، ويحفزهم
على القليل والكثير من الصالحات، ليكون قدوة طيبة أخلاقية لجنوده في المنشط
والمكره، وليس القائد بالذي يتخلف عن جيشه رهبًا من الموقف أو يتلذذ بصنوف
النعيم الدنيوي وجنده يكابد الحر والقر. والقائد إذا ركن إلى لذة المهاد
الوثير؛ حُرم لذة المشاهد والمواقف. وبعض الرجال في الحروب غثاء !




استشارة الجنود


في وداي ذَفِرَانَ [وهو يبعد عن المدينة المنورة نحو مائة كيلو متر ]، وكان في
هذا الوادي المجلس الاستشاري الشهير لمعركة بدر- بلغ النبي – صلى الله عليه
وسلم- نجاة القافلة، وتأكد من حتمية المواجهة، فإما القتال وإما الفرار..
فاستشار، فجمع الناس ووضعهم أمام الوضع الراهن،وقال لجنوده:"أَشِيرُوا عَلَيّ
أَيّهَا النّاسُ ! " .. ورددها مرارًا، وما زال يكررها عليهم، فيقوم الواحد تلو
الآخر ويدلو بدلوه، فقام أبو بكر فقال وأحسن. ثم قام عمر فقال وأحسن. ثم قام
الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فقال وأحسن.. حتى قام القيادي الأنصاري البارز سعد
بن معاذ، فحسم نتيجة الشورى لصالح الحل العسكري، قائًلا :


" لَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك ، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْت بِهِ هُوَ
الْحَقّ ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودِنَا وَمَوَاثِيقِنَا ، عَلَى
السّمْعِ وَالطّاعَةِ .. فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْت فَنَحْنُ
مَعَك ، فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْت بِنَا هَذَا
الْبَحْرَ فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك ، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ
وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا ، إنّا لَصُبُرٌ فِي
الْحَرْبِ صُدُقٌ فِي اللّقَاءِ . لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقُرّ بِهِ
عَيْنُك ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ "[ السهيلي 3 / 57]


فهذا هو المجتمع الإسلامي، الذي يعتبر الشورى ركنًا من أركانه، وأصلاً في
بنيانه.. في أيام كانت أوربا تحت حكم وراثي، كنسي مستبد خرافي، يُقيدُ فيه
الجنود بالسلاسل – في المعارك – حتى لا يفروا. لا قيمة عندهم لرأي، ولا وزن -
في تصوراتهم – لفكر.




وصدق حافظ إبراهيم – رحمه الله – حين قال:



رأي الجماعة لا تشقى البلاد به **** رغم الخلاف و رأي الفرد
يشقيها




إن الشورى، من فرائض شرعتنا، ومن مفاخر دعوتنا، ومن معالم
حضارتنا، ومن يعمل على تنحيتها، وهدمها وعزلها، أو الالتفاف حولها، فإنما يهدم
الفرض، ويفسد في الأرض، ويُمكنُ لذلك للغرب، ويُحارب بذلك الرب .
وليعلم المتبصر، أن الشورى مُعلمةٌ للإمام الصالح غير مُلزمة، وهذا في شأن
الحُكم والدولة. كذلك بالنسبة للقائد العسكري في ساح الوغي، فالقتال دائر
والقلب حائر ، بيد أن الشورى في العمل الجماعي الدعوي أو التوعوي أو الخيري
مُلزمة، نعم مُلزمة، إذ يجب على قائد العمل الدعوي ومسؤول النشاط التوعوي أن
ينزل على رأي إخوانه في الدعوة، وأتباعه في الحركة، ولا يجوز له - ولا يليق به
- أن يُلزم الآخرين برأيه الذي لم يُجمع عليه، ولم تتفق الآراء حوله . وخاب من
أصدر قرارًا – في غير نص - بغير شورى، وبئس القائد الذي قرّب الغاش وأقصى
الناصح .

فإذا عزمتَ، وجمعت فريقك على مائدة الشورى، فاصدق الله في قصدك، وأسأله أن يصفي
ذهنك، وأن ينقح فكرك، وأن يثقف عقلك، وأن يهذب خُلقك، وأن يهديك إلى خير
الأفكار، وخير الأحوال، وخير الحلول، وأن يكفيك الشواغل العارضة، والقوى
المتقسمة، والمصائب الباغتة، واستعذ به من استوحاش الفكرة، وجمود العقل، وصعوبة
الحسم، وضعف العزم .
وعلى مائدة الشورى، إياك والجلوس رئاء الناس، واحذر السُّمعة، وحب الشهرة،
والنَّفج والاستطالة، والتكبر على إخوانك والمغالبة، والغرور بالرأي والمجاذبة،
وعليك على ذلك بالمجاهدة، والانبتات إلى الله والمسارعة، وإياك وقولة : قد قلتُ
لكم رأي، ونصحتُ لكم، فخالفتموني فحفتم وفشلتم، فذوقوا وبال أمركم !!! فما
تمخضت عنه الشورى خير، هو من اختيار الله، ومن اختلف في الفروع لم يُؤثَّم، ومن
اختلف في الأصول – لا شك - يُحَوَّب . والرجل الحائر البائر المقبوح المشقوح،
هو الذي يشير على أهل الرأي ! ولا يقبل منهم رأي، فدومًا يرى أن رأيه هو الرأي،
وما عداه فساد محض!

الثقة في القيادة.. (امض لما أمرك الله !)
وتأمل القولة التاريخية لسعد بن معاذ ، والتي قال فيها :
" فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْت فَنَحْنُ مَعَك ، فَوَاَلّذِي
بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْت بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْته
لَخُضْنَاهُ مَعَك ، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَمَا نَكْرَهُ أَنْ
تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا ، إنّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ صُدُقٌ فِي
اللّقَاءِ . لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقُرّ بِهِ عَيْنُك ، فَسِرْ
بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ "[ السهيلي 3 / 57] ..
فامض يا رسول الله لما أردتَ، فنحن معك ...
فسر بنا على بركة الله ..
إنها ثقة الجندي في قائده، وثقة الأخ في نقيبه، والثقة الحقة، هي "اطمئنان
الجندي إلى القائد في كفاءته وإخلاصه .. اطمئنانًا عميقًا؛ يُنتج الحب والتقدير
والاحترام والطاعة" [ مجموعة الرسائل 283]..
قال الله تعالى في شأن الشاكين في كفاءة القيادة الإسلامية وإخلاصها :
"أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
[النور:50] .

فإذا انتشر الشك في صفوف الجماعة؛ انتشر على إثر ذلك الخوار والتصدع في بنيان
الدعوة، فقوة التنظيمات تكون على قدر الثقة بين القائد وجنده، ومتانة الجماعات
مرتبطة بمتانة الثقة بين النقيب وإخوانه، والثقة المتبادلة بين القائد وجنده هي
الوِجاء الواقي في الخطط الدعوية، والأعمال التنظيمية، وتحقيق الأهداف الكبرى
والمرحلية .
إن الجماعة المؤمنة هي تلك الجماعة التي لاتسمح ولاتمكّن لأعدائها أن يشقوا
غبار أخوتها بالوشاية، ولا أن يصدّعوا وحدتها بالدعاية.
والمؤمن الصادق لا يشك في أخيه، ولا يشكك في نزاهته وأمانته، وإخلاصه وكفائته،
فإذا تسلل الشيطان إلى النفس بنفث الشك في كفاءة القائد، تابت النفس المؤمنة،
وقالت كما قال الله :
"لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ " [النور12].
فلا إيمان لنا حتى نُحّكم الشرع فيما شجر بيننا، ولا نجد في أنفسنا حرجًا مما
قضى الله ورسوله وأولو الأمر من المؤمنين، أو ما تمخضت عنه مجالس شورى المتقين،
ونسلم بذلك تسليما،و نقول بالقلب واللسان : سمعنا وأطعنا .
"فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً " [النساء:65].
ومن تمام التسليم، أن يكون لدى المؤمن الاستعداد التام، لأن يفترض في رأيه
الخطأ وفي رأي القيادة الصواب، وهذا في حدود الخلاف السائغ، حيث لا خلاف أصلاً
– بين القائد وجنده - مع وجود النص.

تبشير الجنود وبث الثقة فيهم
سُرّ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - بِقَوْلِ سَعْدٍ
وَنَشّطَهُ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ : "سِيرُوا وَأَبْشِرُوا ، فَإِنّ اللّهَ
تَعَالَى قَدْ وَعَدَنِي إحْدَى الطّائِفَتَيْنِ ! وَاَللّهِ لَكَأَنّي الآن
أَنْظُرُ إلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ !!"[ السهيلي 3 / 57]
وفي اليوم السابق ليوم بدر مشى - صلى الله عليه و سلم - في أرض المعركة وجعل
يُري جنوده مصارع رؤوس المشركين واحدًا واحدًا .

وَجَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ: هَذَا مَصْرَعُ فلان- ووضع يده بالأرض - ، وَهَذَا
مَصْرَعُ فلان، وَهَذَا مَصْرَعُ فلان - إنْ شَاءَ اللّهُ –، فَمَا تَعَدّى
أَحَد مِنْهُمْ مَوْضِعَ إشَارَتِهِ [ابن القيم : زاد المعاد 3 / 15]. فَعَلِمَ
الْقَوْمُ أَنّهُمْ يلاقُونَ الْقِتَالَ، وَأَنّ الْعِيرَ تُفْلِتُ وَرَجَوْا
النّصْرَ لِقَوْلِ النّبِيّ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ [ الواقدي 49]
قال أنس: "ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا. فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول
الله"[ البيهقي : دلائل النبوة (21)]
وقال عمر : " فوالذي بعثه بالحق ! ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله "[ مسلم(
2873 )] .
وقوله - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - لعقبة بن أبي معيط – المجرم المعروف
-: "إن وجدتك خارج جبال مكة قتلتك صبرا" [الصالحي 4 / 18]، فحقق الله تعالى ذلك
.
وأخبر بقتل المسلمين لأمية بن خلف، ولذلك قال سعد بن معاذ لأمية عندما ذهب إلى
مكة قبيل بدر : يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله يقول: "إنهم قاتلوك" ففزع
لذلك أمية فزعاً شديداً [ البيهقي : دلائل النبوة : 21].

ما أعظم القائد الصامد المبشر ! وما أكرمه هو يبث روح الثقة في جنده، وينشر روح
التفائل في جيشه، ويصب جوامع الكلم الطيب في القلوب، كالمطر الهاطل على السيول،
فيذكرهم بشارة الله لعباده، وجنة الله لأوليائه، والمجاهدون أعظم الأولياء،
رفقاء الرسل والأنبياء !
فإذا بالجنود – على أثر تثبيت قائدهم - ؛ قد ثبت الله أقدامهم، وربط الله على
قلوبهم، وسدد الله رميتهم، وأثقل بأسهم، وجعل الدائرة لهم.

احترام آراء الخبراء والجنود :
فقد قال عبد الله بن رواحة – في موقف من مواقف بدر - : " يا رسول الله إني أريد
أن أشير عليك"[ الطبراني في الكبير 4 / 210 ] فأنصت رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – لقول ابن رواحة وقال له قولاً حسنًا ..
ولما تحرك رسول الله إلى موقع ماء بدر، في موقع المعركة، نزل بالجيش عند أدنى
بئر من آبار بدر من الجيش الإسلامي، وهنا قام الْحُبَاب بْنَ الْمُنْذِرِ وأشار
على النبي بموقع آخر أفضل من هذا الموقع قائًلا :
يَا رَسُولَ اللّهِ ! أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ
اللّهُ، لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدّمَهُ ولا نَتَأَخّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ
الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ قَالَ : " بَلْ هُوَ الرّأْيُ
وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ" .. فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِنّ هَذَا
لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنّاسِ حَتّى نَأْتِيَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ
الْقَوْمِ ، فَنَنْزِلَهُ ثُمّ نُغَوّرَ [ أي ندفن ] مَا وَرَاءَهُ مِنْ
الْقُلُبِ، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمّ نُقَاتِلَ
الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلَا يَشْرَبُونَ..
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ – مشجعًا - :" لَقَدْ
أَشَرْت بِالرّأْيِ".
وبادر النبي – صلى الله عليه وسلم - بتنفيذ ما أشار به الحباب، ولم يستبد برأيه
برغم أنه القائد الأعلى، وعليه ينزل الوحي من السماء، فَنَهَضَ رَسُولُ اللّهِ
- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَمَنْ مَعَهُ مِنْ النّاسِ فَسَارَ حَتّى
إذَا أَتَى أَدُنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ، نَزَلَ عَلَيْهِ، ثُمّ أَمَرَ
بالآبار فخُربت، وَبَنَى حَوْضًا عَلَى الْبئر الّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ فَمُلِئَ
مَاءً، ثُمّ قَذَفُوا فِيهِ الْآنِيَةَ [ابن هشام - 1 / 620].
إن هذه المواقف لتبين كيف تكون العلاقة بين القائد وجنوده، إنها علاقة تحترم
الآراء الناضجة وتشجع الأفكار الصاعدة، وتتبنى الابتكارات، وتحفز الاختراعات..
أيها القائد ، أيها المسؤول، لن تعدم في جنودك من فاقك في العلم، وراقك في
الفهم، فامتلِكْ عقول الجميع - في عقلك -، بالشورى، فأنت بغير الشورى عقل واحد،
وبالشورى عقول ! وإذا احترمتَ عقلاً ملكته، وإذا وقّرتَ خبيرًا ظفرته، وإذا
عرفتَ شرفَ الحاذقِ كان سهمًا في كنانتك، وخنجرًا في جعبتك .

حماية القائد و تأمين مقر القيادة:
فقد قال القائد الإسلامي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ – مبينًا أهمية تأمين سلامة
القائد والقيادة- : " يَا نَبِيّ اللّهِ، أَلا نَبْنِي لَك عَرِيشًا [من جريد]
َتكُونُ فِيهِ نُعِدّ عِنْدَك رَكَائِبَك [ أو رواحلك]، ثُمّ نَلْقَى عَدُوّنَا
، فَإِنْ أَعَزّنَا اللّهُ وَأَظْهَرَنَا عَلَى عَدُوّنَا، كَانَ ذَلِكَ مَا
أَحْبَبْنَا ، وَإِنْ كَانَتْ الْأُخْرَى ، جَلَسَتْ عَلَى رَكَائِبِك ،
فَلَحِقَتْ بِمَنْ وَرَاءَنَا ، فَقَدْ تَخَلّفَ عَنْك أَقْوَامٌ - يَا نَبِيّ
اللّهِ - مَا نَحْنُ بِأَشَدّ لَك حُبّا مِنْهُمْ ! وَلَوْ ظَنّوا أَنّك
تَلْقَى حَرْبًا مَا تَخَلّفُوا عَنْك ، يَمْنَعُك اللّهُ بِهِمْ
يُنَاصِحُونَكَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَك"[ السهيلي 3 / 63] .
فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - خَيْرًا
، وَدَعَا لَهُ بِخَيْرِ .
وقال مبشرًا : "أو يقضي الله خيراً من ذلك يا سعد!" [ الواقدي 1/17]
ثُمّ بُنِيَ لِرَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - عَرِيشًا على
تل مرتفع يشرف على ساحة القتال استجابة لمطلب سعد – رضي الله عنه - .
وكان فيه أبو بكر، ما معهما غيرهما [ابن الأثير: أسد الغابة 2 / 143] .
كما تم انتخاب فرقة من جنود الأنصار بقيادة سعد بن معاذ لحراسة مقر قيادة حضرة
النبي- صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ [انظر: ابن هشام 2/233].

لا خير في جنود لا يهتمون بسلامة قائدهم، ومقر قيادتهم، لا خير فيهم إلا لم
يتهالكوا في حفظه و يتضامنوا في حمايته، بترسيخ الحواجز والموانع التي تحول بين
العدو والقيادة الإسلامية، فإذا خلص العدو إلى مقر القيادة، ملك العدو زمام
المعركة، وقيل : من انهزم، قالوا : من لا قائد لهم .

حُسن الظن بالإخوان
وذلك في قول سعد بن معاذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما اقترح عليه فكرة
العريش ، قال سعد - في رواية - :
إنّا قَدْ خَلَفْنَا مِنْ قَوْمِنَا قَوْمًا مَا نَحْنُ بِأَشَدّ حُبّا لَك
مِنْهُمْ . وَلا أَطْوَعَ لَك مِنْهُمْ، لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْجِهَادِ
وَنِيّةٌ، وَلَوْ ظَنّوا - يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّك - مُلاقٍ عَدُوّا مَا
تَخَلّفُوا ، وَلَكِنْ إنّمَا ظَنّوا أَنّهَا الْعِيرُ [ الواقدي 1/49].

وهكذا الإخوان في الله، في ميادين المجتمع إخوانٌ، في ميادين الدعوة إخوانٌ، في
ميادين الجهاد إخوانٌ، عظماء أخلاق، أحاسن خلال، أكارم شيم، أفاضل قيم ..
إخوانٌ لا مكان للظَّنة بينهم، ولا وجود للتُّهمة بينهم، يُحسنون الظن بأنفسهم،
أي بإخوانهم، فالأخ بمنزلة الإنسان من نفسه، والجسم من روحه . وإن بعض الظن إثم
– أي في غالب الناس- ، أما بين الإخوان فكله إثم !

عدل وتنظيم وطاعة
قلما نرى في تاريخ الحروب صورة تعبر عن العدل بيت القادة والجنود، فالتاريخ
الإنساني حافل بصور استبداد القادة العسكريين وظلمهم للجنود.. أما محمد صلى
الله عليه وسلم فنراه في أرض المعركة يقف أمام جندي من جنوده لَيَقتص الجندي
منه.. أما الجندي فهو ِسَوَادِ بْنِ غَزِيّةَ، لما اسْتَنْتِل من الصف، غمزه
النبي – صلى الله عليه وسلم - غمزة خفيفة في بَطْنِهِ - بالسهم الذي لا نصل له
- وقال: "اسْتَوِ يَا سَوّادُ!".. قال: يا رسول الله! أوجعتني! وقد بعثك الله
بالحق والعدل؛ فَأَقِدْنِي! فكشف رسول اللّهِ - صلى الله عليه وسلم- عَنْ
بَطْنِهِ، وَقَالَ: "اسْتَقِدْ".. فَاعْتَنَقَهُ فَقَبّلَ بَطْنَهُ! فَقَالَ
النبي- صلى الله عليه وسلم-: "مَا حَمَلَك عَلَى هَذَا يَا سَوّادُ؟"، قال: حضر
ما ترى، فَأَرَدْتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله
بخير [ابن هشام 1 / 626].

وفي هذا الموقف؛ نرى – أيضًا – عظَمَ أهمية التنظيم، وتنسيق الصفوف، وتقسيم
الكتائب، وتأمير الأمراء، فلا نجاح لتنظيم دون تنظيم، ولا فلاح لجماعة فوضوية !
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً
كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ " [الصف :4 ]

وفي هذا الموقف، نرى – أيضًا – أهمية الطاعة، والالتزام بتعليمات القادة،
وتنبيهات أولي الأمر من المسلمين، فلا قيادة إلا بطاعة، ولا بيعة إلا بطاعة،
ولا قوام لجيش لا يطيع أميره، ويعصي الله ورسوله ، فعن أبي هريرة، أن رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – قال: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ
عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي،
وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي " [ البخاري : 6604].

دعاء القائد لجنده :
لما عَدّلَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - الصّفُوفَ
وَرَجَعَ إلَى مقر القيادة، فَدَخَلَهُ وَمَعَهُ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ
، لَيْسَ مَعَهُ فِيهِ غَيْرُهُ، إذا بَرَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ
وَسَلّمَ - يُنَاشِدُ رَبّهُ مَا وَعَدَهُ مِنْ النّصْرِ وَيَقُولُ فِيمَا
يَقُولُ : " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي .. اللَّهُمَّ آتِ مَا
وَعَدْتَنِي.. اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ
الإسلام لا تُعْبَدْ فِي الأرْضِ!!"[مسلم ( 3309)]..
وبالغ في الابتهال، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ
مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ،
فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ،
ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ : "يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! كَفَاكَ
مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ" ... ثُمّ
انْتَبَهَ فَقَالَ " أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ ! أَتَاك نَصْرُ اللّهِ ! هَذَا
جِبْرِيلُ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسٍ يَقُودُهُ، عَلَى ثَنَايَاهُ النّقْعُ"
[السهيلي 3 / 68]

وكان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم - ما ذكره علي بن أبي طالب، حيث قال:
"لما كان يوم بدر قاتلتُ شيئًا من قتال، ثم جئتُ مسرعًا إلى النبي - صلى الله
عليه وسلم -لأنظر ما فعل، فإذا هو ساجد يقول: " يا حي يا قيوم "، لا يزيد
عليهما، ثم رجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال.ثم
رجعت وهو ساجد يقول ذلك. " [الصالحي 4 / 37].
و نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وتكاثرهم وإلى المسلمين
فاستقلهم، فركع ركعتين، وقام أبو بكر عن يمينه، فقال رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- في صلاته: " اللهم لا تودع مني، اللهم لا تخذلني، اللهم أنشدك ما وعدتني
"[ الصالحي 4 / 38]
وكان من دعائه كذلك لجنوده : " اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة
فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم " [أبو داودSad 2747 )، وحسنه الألباني]. قال
عبد الله بن عمرو : ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل
إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا.

فالقائد كالأب يحنو على أولاده، كالظليم يظلل على أفراخه، يرفع يديه ضارعًا،
خاشعًا، داعيًا، بأدعية خاشعة تستنزل لجند الله الرحمات والبركات . يستغفر لهم،
يصلي عليهم، يدعو لهم، فالقائد ليس كالترس القائد – في صندوق التروس - لا حس
فيه ولا حراك، ولا شعور فيه ولا إحساس، يقود تروسه بشكل ميكانيكي جامد جاف، بل
القائد روح بين جنوده تحييهم، ورباط وثيق يجمعهم، وهو القلب الكبير وهم أعضائه،
وهو الأصل الأصيل وهم فروعه وأفنانه، وهو أرحم الناس بهم ."وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ " [التوبة :103].
وأخيرًا ..
العلاقة بين القائد وجنده، والنقيب وإخوانه، علاقةٌُ أساسها الإيمان، وعمادها
الإخوة، وأركانها الشورى والطاعة والمشاركة والثقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رائد السوفي
مشرف عام
مشرف عام
رائد السوفي


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 7777
الموقع : وادي سوف
المزاج : football
تاريخ التسجيل : 22/01/2010

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري   غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 17 أغسطس 2011, 00:42

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري 959674
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-souwafa.ahlamontada.com/index.htm
اسيرة الشوق
مشرف عام
مشرف عام
اسيرة الشوق


الجنس : انثى
عدد الرسائل : 3550
الموقع : السوافة
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 05/07/2010

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري   غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالأربعاء 17 أغسطس 2011, 00:45

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري 110577.imgcache
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ع العزيز
سوفي نشيط
ع العزيز


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 482
المزاج : عالي
تاريخ التسجيل : 19/03/2010

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري   غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالخميس 18 أغسطس 2011, 00:51

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري 76910
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ĤĂΡΡŶ♥ĞĨRL♥
مراقب عام
مراقب عام
♥ĤĂΡΡŶ♥ĞĨRL♥


الجنس : انثى
عدد الرسائل : 2228
الموقع : الجزائر
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 17/06/2011

غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري   غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري Emptyالخميس 18 أغسطس 2011, 01:47

بارك الله فيكم

موضوع قيم

ننتظر جديدكم دائما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 2 هجري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلامات الكبرى لقدوم شهر رمضان
» صائم لم يصم رمضان - أحذر ثم أحذر ان يكون نصيبك من رمضان الجوع والعطش فقط
» الجائزة الكبرى للفائز في المسابقة : مسابقة رمضان للتصميم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى السوافة :: منتدى شهر رمضان الكريم :: قسم خيمة رمضان-
انتقل الى: