العشق الممنوع

العشق الممنوع !






يحمل محمد جسده متثاقلا ، يكاد النوم يغلبنه ، يصارع أجفانه ، يتمشى بهنيهة يسبُّ ذاك اليوم الذي قبل فيه ذاك العمل ، كل يوم يردد عبارات الندم والمرارة ، يتمايل على الواحدة صباحا، يغازله الحنين الى مضجعه ، يصعد سلالم الحي ، ليجد حارس الأدراج ، شاب في أوائل العشرينيات ،جالسٌ كعادته في ركن من أركان الحي ، مطئطئا رأسه ، بالكاد تُسمع تمتماته ، يكلم عشيقته على الواحدة ليلا ، أما البارحة فعلى الثانية ، وأي عشق هذا ! يكاد يقتل الفضول محمدا؛ عساه يسمع مايحكي حارس الأدراج ، ليسمع ماتقول له عاشقة السهر ، ليستلذ طعم السهر ، وأي طعم له ؟


عاشق حور العين ، كان هذا اسم ذاك الشاب الذي راسل محمد في أحد برامج الدردشة ، إسم جميل ، عنوان لحياة ومنهج ومقصد لكل مسلم ، مرّت الأيام بعد أول لقاء بالعاشق ، شاب طيّب محب للخير ، يعشق حور العين ، حبّبه لذلك المطلب قولا وعملا ، يطلب منّه أن يكون الخيِّر بين الأخيار ، أن يكفر بالشر ويكفّر الأشرار ، أن يسب حاكما ومحكوما رضي بالفجّار ، عاشق حور العين يطلب منه أن يجاهد الكفّار في عُرب الأقطار ؛ يقول محمد لصاحبه : أخي العزيز هذا العشق ممنوع ،فأرجو أن لاتعاود الإتصال .

ضرب المشجع البرصاوي صاحبه المدريدي بسكين أرداه قتيلا ، ذاك لأن الثاني استفزه ، حدث هذا في واد سوف بالجزائر وحدث من أمثال ذلك الكثير ،إلاّ أنّ مااستفز محمدا ، هو أنّه بعد أشهر من الواقعة ، سافر مدرب البارصا ثم لحقه أحد لاعبيه الى القدس المحتلة ، على مائدة اليهود ! فعلق أحد المدريديين على الحدث: أنا مدريدي فأفتخر ومن أحب البارصا فلينتحر !!.



طلبت التلميذة من محمد بحثا مفصلا عن العشرة المبشرين بالجنة ، فوعدها بذلك ، وفي المساء جلس أمام الحاسوب ، فكتب في محرك البحث : الــ عــ ش .. ، ظهرت قائمة لكلمات هي الشائعة في طلبيات البحث ، العشق الممنوع كان أولها ، فعلا صدَق الخُبْر الخَبَر.

العشق ممنوع




شكرا على الموضوع


برشلونة نااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااار