[center]يمثل السر جوهرة في العالم المافيوزي ، وليس لانه مصدر السلطة انما ايضا انه
يقيم رابطة بين مجموعة من المفاهيم مثل الثقة والهوية والحماية بالنسبة لعدد قليل
من البشر .
ويرى المؤلف ان الفيلسوف جورج زمل قد اعطى تحليلا بارعا في الية عمل السر
اذ ان السر - يسمح بتوسيع هائل لمجال الحياة - لكن بالمقابل يمكن لسر ان يعطي
سلطة كبيرة اذ ما تم التلاعب به
ذلك انه - اذا لم يكن السر مرتبطا مباشرة بالشر ، فان الشر مرتبط مباشرة السر -
هكذا يرى المؤلف انه ليس من قبيل الصدفة او العبث ان تمسك المافيات بسيادة
قانون السر في علاقتها فيما بينها والعالم المحيط بها .
على اعتبار السر يمثل سلاحا خطيرا هكذا حرصة المافيا في صقلية حتى سنوات
الثمانيات على اشاعة اعتقاد انها ليست موجودة على ارض الواقع ، وانها
مجرد شائعة .
يقول مثل شائع في صقلية : افضل الكلام هو مــا نقولـــــه
يمكن لهذا المثل تراث للمافيا حسب المؤلف
ويرى المؤلف ان المافيات تستخدم بالفعل اشكالا قديمة من العلاقات ذات الطابع
العائلي اكثر مما هي ذات طابع اجتماعي ، وانما في هدف السيطرة يشكل افضل
في قواعد السوق الي تجرى ارسائها في القرن التاسع عشر مع ازدهار
الراسمالية .
كما يرى المؤلف ان العبث بالتخلص من المافيات عبر تحيقيق التنيمة الاقتصادية
ويشير هنا الى المافيات الالبانية التي استعادت العمل بقانون يعود الى القرن
الخامس عشر ، فالمافيات قد تنعش التقاليد القديمة عندما تكون مفيدة لها ، ولكنها
يمكن ان تتخلص منها بسرعة عندما تنتفي فائدتها بهذا المعنى تصبح المافيا
مراة الراسمالية النفعية من منطق الغاية تبرر الوسيلة والتي يهمها سوى المال
اما المنظومة الاخلاقية فهي للضعفاء والخاسرين .
وفي مثل هذا العالم تكون الكلمة الاخيرة هي للمافيا ذلك انها اكثر شراسة
من جميع الاخرين .