ما تتم ملاحظته انه بعد 10 سنوات من سقوط جدار برلين ، كان الوضع مثيرا للقلق
الى درجة اصبحت الولايات المتحدة الامريكية والقوى الرئيسية الكبرى بدات تشعر
حقيقة بالخوف وكانت مدينة باليرمو عاصمة صقلية ومهد المافيات الاكبر قد شهدت
في شهر ديسمبر 2000 عقد قمة دولية مناهضة للمافيا وجعل النصال ضد الجريمة
المنظمة موضع اهتمام اول للديمقراطيات الغربية خلال السنوات المقبلة
ذلك ان خطر التغلغل المافيوزي في الاقتصاد لم يعد يهدد عالم الاعمال فحسب انما
وجود هذه الانظمة نفسها مهددة الا ان جاءت تفجيرات برج مركز التجارة الدولي
في نييويورك 11 ديسمبر 2011 .
ابتداء من تلك التفجيرات تحولت انظار الشرطة الغربية الى حد ما العالمية الى
مكافحة الخطر الذي بدا اكثر تهديدا والمتمثل في الارهاب .
وحسب الكاتب يرى ان هذه التفجيرات قدمت خدمة كبيرة للمافيات الدولية
فمنذ وقوعها اصبح بامكان المافيات ان تقوم بعملياتها بسلام تحت قاعدة
- كي نعيش سعداء ، علينا ان نعمل في الخفاء -
الكازينو الاجراــــــــــــــمي الكبــــــــير :
تشكل المافيات المنظمات الوحيدة التي تقوم بنشاطات غير مشروعة في هذا
الكازينو الاجرامي الكبير حسب تعبير الكاتب منظمات لها خصوصيتها
مقارنة مع نظيرتها الجديثة المتمثلة في العصابا ت الاجرامية المنظمة اذا تشكل
-ارستقراطية الجريمة - من خلال انها تلجا الى التغلغل في الاقتصاد المشروع .
الجريمة اذن ليست هذفا للمافيات انما هي وسيلة- مثل الرشوة ، غسيل الاموال
لعبة الصفقات - فلا يمكن اعتبار اي منظمة اجرامية انها مجموعة مافيوية
يسال المؤلف : ماهي المافيا ؟ وهو يؤكد انه ينبغي ايجاد تعريف دقيق
ولا يخص المجموعات السرية المستدامة وذات طقوس محددة وقوانين سلوكها
وتلجا للعنف - القانون الايطالي الجنائي يحدد المجموعات المافيوزية في البند
416 مكرر ..
بالمقابل يري الكاتب انه يمكن الحديث عن المافيا في مفهوم الجريمة المنظمة
هكذا يتم الحديث عن مافيات سباقات الخيل ومافيات المستوصفات الخاصة
المافيات الاربع المخص بالذكر هي :
كوزا نوسترا في صقلية -- كامورا في نابولي -- تدرانجينا في كالابريا
--ساكرا كورونا ادينا في بويلس -- المافيا الامريكية والايطالية كوزا نوسترا
-- المافيا الصينية ترباد -- المافيا اليابانية ياكوزا --- المافيا التركية باباس
--- المافيا الالبانية .
وما يؤكد عليه المؤلف ان المافيا لا تتميز عن المجموعات الاجرامية الاخرى
بانها تسفك الدماء ، بعد ان يشير الى عمليات القتل التي مورست في صقلية
عندما قرر العراب توتو رييبنا رئيس مافيا كوزا نوسترا التصدي للدولة الايطالية
واغتيال قضاة ورجال شرطة .
بالمقابل تيقى المافيات مثل جميع الظواهر الاجرامية الكبرى ، محاطة بالاسرار
وجذورها البعيدة تبقى مخباة في نقاط ظعف النفس الانسانية . كما في نقاط ضعف
المؤسسات السياسية ،
ضمن مثل هذا الاطار برزت ظاهرة المافيوزية ، ذلك ان الجريمة تتناظر بشكل
خاص التراكم البدائي لراس المال ، حيث كانت تلك البنى في بدايتها عبارة عن
منظمات سرية ذات تطلعات فلسفية وسياسية ، هكذا قامت مماليك المافيات مثل
مملكة -اليوربون - في نابولي وكان اعضاؤها في البداية من خصوم النظام القديم
ولكن كانت اللقاءات كانت تتم سرا .
التالي : ثقافة السر للمافيا ت العالمية ؟