[center]
يستمد هذا التحليل اهميته من انه يقدم معلومات جديدة عن المافيات القديمة ، ويركز
على العلاقات المعقدة بين هذه المافيات ومجموعات مناظرة اخرى ظهرت على
الساحة العالمية مثل : الترياد الصينية والياباس التركية والياكوزا اليابانية والمافيا
الروسية والمافيا الالبانية ، وان كانت هذه المنظمات تكرس صناعة الخوف على
امتداد العالم فان المؤلف جاك دوسان فكتور يطرح في مواجهة مجموعتها
علامات مهمة من الاستفهام ، ابرزها السؤال الكبير : هل سيكون لدى المجتمع
اللبرالي الامكانيات التي تجنبه سيطرة الجريمة عليه في وقت يصل عدد
الماذناطق الخارجة عن سيطرة الدول والواقعة في قبضة قوى الاجرام
الى اكثر من خمسين منطقة ؟
وقد يشهد العالم بروز دول اجرامية هكذا جاء في تقرير سري قدم للرئيس
الامريكي سابقا بيل كلنتون في عام 2000 ، و يضيف صاحب هذا الكتاب
اليست هذه التوقعات تنذر بالتحقق يجيب هو لم يكن الاجرام منظم في يوم من
الايام على الصعيد العالمي مما هم عليه في 2008 .
لا يتردد صاحب هذا الكتا ب ان مناطق عديدة من المعمورة قد خرجت عن
سلطة بعض الدول الضعيفة ، وينقل عن صحيفة صداي تلغراف تساؤلها في صيف
2007 عما اذا كانت غينيا بيساو مثلا ليست بصدد ان تصبح الدولة الاولى
ذات علاقة بعلم التجارة الممنوعة في افريقيا .
واشارت وكالة الاستخبارت المركزية الامريكية _ السي اي اي _ قد اكدت في
تقريرها السنوى لعام 2004 ان - 50 منطقة في العالم قد خرجت عن سيطرة
الدول وتقع تحت سيطرة القوى الاجرامية -
ويقو ل المؤلف انه على بعد ثلاث ساعات بالطائرة عن باريس تقع
-ترانسنيستريا - على الحدود الروسية وكانت قد انفصلت عن مولدافيا هذه
البلاد وصفها مديرالتنفيذي السابق البنك الدولى بانها مشروع اجرامي في الواقع
ويضيف الكاتب انها مركز مهم لتجارة الاسلحة الغير المشروعة
تساؤلات : كيف وصلت الامور لهذه الحد ؟ وكيف يمكن تفسير تقدم عالم الجريمة
مع منعطف القرن الواد والعشرون ؟
ويجيب ان هذا الفيروس القاتل للديمقراطيات ازدهر في التاسع من نوفمبر
1989 -ذلك اليوم الذي سقط فيه جدار برلين -مما كان مقدمة لنهاية الستار
الحديدي الذي قام في اوروبا خلال فترة الاستقطاب الثنائي الدولي الى معسكرين
اثناء الحرب الباردة .
مع انهيار جدار برلين وسقوط معسكر الاشتراكي بدت اللبرالية منتصرة
وانفتح الطريق واسعا اامام العوملة لاسيما عولمة الاقتصاد لكن تلك العولمة
السعيدة التي يصفها الكاتب لك تكن سوى احد الوجوه ذلك المنعطف الكبير فــ]
تاريخ العالم المعاصر . وكا ن ازدهار المبادلات التجارية قد وضع حدا في الواقع
للرقابة على صرف العملات .بالتالي سهولة انتقال الاموال وتبييص القذرة منها
ويشير المؤلف ان هذا التطور كان واضحا وجليا اكثر في دول اوروبا الشرقية
والوسطى الشيوعية هذا الانفتاح العشوائي للاسواق ادى الى انفتاح شهية
المنظمات الاجرامية ينقل المؤلف عن مدير صندوق النقد الدولي
مايكول كامديسوس انه في عام 1998 تدفقات الاموال القذرة قد زادت بنسبة 2
بالمئة الى 5 بالمئة في الاقتصاد العالمي .
الا ان الارقام الحديثة والاكثر قلقا هي تلك الصادرة عن منظمة التجارة
والتنمية الاوروبية ان اقتصاد الظل في عام 2005 زاد بنسبة 30 بالمئة
من اجمالي الناتج الداخلي ل22 بلدا هي بطور الانتقال الى مرحلة اقتصاد
السوق و 15 بالمئة ل 21 دولة من بلدان المنظمة .
كذلك تدل احصائيات دقيقة ان قيمة النشاطات الغير مشروعة تجاوزت مبلغ
1000 دولار اي ما يعادل 8 بالمئة من قيمة المبادلات التجارية .
ولذلك وجد ان الذين يمارسون التجارة الغير المشروعة يجدون تسهيلات كبيرة
من قبل الايديولوجية اللبرالية السائدة يف الدول .
بالنتيجة اصبحت دورة التمويلات الدولية واسواقها بعيدة عن اي رقابة
هكذا لم تعد بعض البلدان مثل ايطاليا والولايات المتحدة الامريكية هي التي
تعرف نوعا من - التغلغل المافيوزي - في حياتها السياسية والاقتصادية المالية
ان هذه المافيات تمتلك امكانيات مالية هائلة كدست بطرق غير مشروعة خلال
العقدين الاخيرين خاصة من تجارة المخدرات بالتالي استطاعت ان
تغير من من الاليات التقليدية من عمل بعض الاسواق .
تابع الية عمل الراسمالية ؟ التغيرات التي حصلت بعد انهيار جدار برلين لمدة 10
سنوات ؟