إذآ أتعبتك أموآآج الحيآآة ~~

اخوين ربط بينهما الحب و الصداقة
فكل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر

إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع

فالاول (هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف)

وعلى العكس الثاني (حادة ويغضب لأقل الأمور)

وذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية

أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة،
فالرياح مضادة والأمواج هائجة ..

امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب حتى قائد السفينة
لم يخفي على الركاب أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله،

لم يتمالك الصديق الثاني أعصابه فأخذ يصرخ لا يعلم ماذا يصنع ..

ذهب مسرعه نحو الاول الهادئ لعله يجد حل للنجاة من هذا الموت
وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ولكنه فوجئ بالاول كعادته جالساً هادئاً، فازداد غضباً

و اتّهمهُ بالبرود واللامبالاه

نظر إليه الاول وبوجه عابس وعين غاضبة استل خنجره
ووضعه على رقبته وقال له بكل جدية وبصوت حاد:

ألا تخاف من الخنجر؟

نظر إليه الثاني وقال: لا

فقال له الاول: لماذا ؟

فقال الثاني: لأنه ممسوك في يد من أثق به واحبه ؟

فابتسم وقال لها: هكذا أنا، كذلك هذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به
وأحبه فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟

وقفـة ؟

فإذا أتعبتك أمواج الحياة ..

وعصفت بك الرياح وصار كل شيء ضدك ..

لا تخف !

فالله يحبك

وهو الذي لديه القدرة على كل ريح عاصفة ..

لا تخف !

هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك؟

ويكشف مستقبلك الذي لا تعلم عنه شيء فهو أعلم السّر وأخفى ..

إن كنت تحبه فثق به تماماً واترك أمورك له

فهو يحبك