الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
إليكم هذه الحقيقة التي ذكرها النبي, وما قال العلماء عنها, وعلام تدل هذه الحقيقة ؟
أيها الأخوة الكرام, عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم, كانَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثًا, وَيَقُولُ: ((إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ))
[أخرجه مسلم عن أنس في الصحيح]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم: كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى إلى فمه الإناء, يقول: ((بسم الله, فإذا أخَّره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثاً))
[أخرجه ابن ماجة في سننه]
وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلَّم, قال: ((مصّوا الماء مصاً ، ولا تعبّوا عباً، فإن الكُباد من العب))
[أخرجه البيهقي في سننه]
أيها الأخوة الكرام, الشيء الذي لا يصدَّق، أن في الإنسان عصباً، يسمّى العصب الحائر، هذا العصب مربوط بالمعدة والقلب معاً، فلو جاء تنبيهٌ عنيف لهذا العصب، والماء البارد الذي يلقى في الجوف دفعةٌ واحدة، لا يمصُّ مصاً، من التنبيهات الشديدة لهذا العصب الحائر، قال: هذا العصب الحائر ربما نبَّه القلب، فأوقفه عن العمل، وهناك حالاتٌ كثيرة، حالات موتٍ مفاجئ بسبب تنبيهٍ شديدٍ جداً لهذا العصب الحائر .
أيها الأخوة الكرام, سمّاه العلماء النهي العصبي الذي يؤدي إلى توقف القلب، وقد يحدث الموت فجأةً .
فالنبي عليه الصلاة والسلام، حينما قال: ((مصّوا الماء مصاً، ولا تعبّوا عباً)) هذا توجيهٌ من قبل الله عزَّ وجل، وهذا العصب الذي يرتبط بين المعدة والقلب، اسمه العصب المبهم، أو العصب الحائر، ربما أدّى تنبيهه الشديد إلى نهيٍ عصبي أدى إلى وفاةٍ مفاجئة .
شيءٌ آخر, أن الإنسان حينما يكون في حالة حرٍ شديد، في حالة جهدٍ عالٍ جداً، لو صببت الماء على الآلات المعدنية لتفطَّرت، ولانشقَّت، فكيف الإنسان؟
أيها الأخوة الكرام, هذه بعضٌ من توجيهات النبي الصحية، أرجو الله سبحانه أن ينفعنا بها .
والحمد لله رب العالمين