تنشأ بين معظم الأشقاء الصغار خلافات ومشادات كلامية قد تتطور إلى استخدام اللكمات..
وحسن تصرفك في هذا الموقف مهم جدا ليس فقط على المدى القصير، بل قد يحدد شكل العلاقة بين الأشقاء مستقبلا.
إنه مشهد شائع يحدث في كثير من البيوت: تبدأ مشادة كلامية بين الأطفالالأشقاء بسبب الخلاف على ملكية لعبة، أو غيظ أحدهما من تصرف الآخر، ثمسرعان ما يتحول حوار الكلمات العنيفة إلى صراع باللكمات، وقد تنتهي معركةالصغار هذه بإصابة ودماء وتمزيق ثياب، في هذا الموقف المتوتر كيف تتصرفين؟السطور التالية تساعدك.
تجاهلي المعركة
يتعلم الأطفال أحيانا من الصراعات، حتى العنيفة منها، الكثير من الدروسوأهمها كيفية حل الخلافات بأنفسهم من دون مساعدة الوالدين، وتدخلكباستمرار عند اندلاع كل قتال يحرم طفلك من هذا التعلم. كما يفتعل الأطفالالمعارك فيما بينهم لمجرد لفت انتباه الآباء والأمهات، ويحدث هذا المشهدعادة من قبل الأطفال الأكبر سنا عندما يشعرون بأن أشقاءهم الصغار يستحوذونعلى اهتمام الوالدين، فيلجأون إلى افتعال هذه المعارك للفت انتباههم.
مادامت المعركة بين أطفالك تخلو من العنف والخطر، ولا تتضمن حمل أدواتخطيرة أو لكمات مؤذية، تجاهلي الأمر فهذا اقل حافزا لهم في المرة القادمةلافتعال معركة أخرى لا تثير اهتمامك.
تدخلي بهدوء
عندما يتطلب الأمر تدخلك لوقف المعركة الدائرة بين أطفالك،فيجب أن يكونذلك وأنت في غاية الهدوء، فهدوؤك يرسل رسالة سريعة وحاسمة إلى أطفالك،خاصة الغاضبين منهم، بأن حل الخلافات لا يتم بالعنف والعراك، إنما كماتفعلين أنت الآن بهدوء وبدون انفعال أو غضب.
الرسالة الأخرى التي ينبغي التأكد من وصولها إلى أطفالك هي «لا أريد لهذاالقتال أن يتكرر مرة أخرى»، تذكري انه عند تدخلك لا يجب أن تتخذي جانب أحدالطرفين لكي لا يشعر الآخر بالاستياء ممن وقفت في جانبه.
وجهي اللوم الى الجميع
عندما تندلع معركة بين أطفالك، فالصغار منهم قد تكون مسؤوليتهم أقل فيالمعركة، لكن القاعدة الذهبية التي يجب أن تستخدميها: أي شخص متورط في هذهالمعركة يتحمل جزءا من المسؤولية.
بدلا من توجيه اللوم الى طفل أكثر من آخر ركزي على تحديد مسؤولية ودور كلطفل في المعركة والخطأ الذي وقع فيه، فهذا يجعل أطفالك أكثر تفكيرا فيالعواقب قبل بدء معركة جديدة.
العقوبات الذكية
عندما تأخذ المعركة بين أطفالك منحى وحشيا وتحدث إصابات مؤذية، فإن العقابفي هذه الحالة يبدو ضرورة حتمية. المشكلة أن العقاب يمكن أن يفتح شهيةالطفل الأكثر غضبا لمعاودة القتال مع أشقائه في وقت آخر، ومعاقبته بطريقةمهينة أو عنيفة يمكن أن يؤتي ثماره على المدى القصير لكنه لن يحل المشكلة.
معاقبة أطفالك بذكاء من خلال إظهار استيائك، خاصة للطفل المعتدي، يؤتيثماره على المدى البعيد لأنه سيعرف أنك غير راضية عن هذا التصرف.
إجراءات وقائية
من المهم أن تراقبي جيدا الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع القتال بين أطفالك،وكذلك الأوقات التي يندلع فيها هذا القتال أكثر من غيرها. هذه الملاحظةستساعدك على أن تكوني أكثر دراية بالإجراءات الوقائية التي تساهم في عدماندلاعه بينهم مرة أخرى.
مثلا عندما تشترين كرتين حمراء وزرقاء، ويكون الصراع دائما على امتلاكالكرة الحمراء، فهذا يعني أنه في المرة القادمة عليك شراء كرتين من اللوننفسه. وعندما تكتشفين أن القتال يندلع عادة عندما يشعر أطفالك بالجوع،بادري بتقديم الطعام مبكرا عن الوقت المحدد له.
إيجاد بيئة من التعاون
يجب أن تحدثي أطفالك دائما عن أهمية التعاون بين كل أفراد الأسرة، وتعززيذلك من خلال ابتكار أنشطة توجد بيئة من التعاون بينهم مثل إشراكهم فيتجميل بعض الغرف أو تعاونهم في إعداد الطعام، وفي الوقت نفسه تفاديالأنشطة التي تعزز القتال أو المنافسة المفرطة بينهم.
عبري لهم عن حبك
عندما يكف أطفالك عن القتال ويحل بينهم الوئام والتعاون، يجب منحهمالاهتمام اللازم حين يتصرفون بطريقة رائعة كما تريدين، كما أنه من المهمأن تشعريهم في كل لحظة بحبك لهم، فالأطفال الذين يشعرون بارتباط عاطفيتجاه آبائهم اقل احتمالا للقتال والعنف فيما بينهم.
أبعدي عنهم شبح الملل
لدى الطفل الكثير من الطاقة، وعندما لا يجد المجالات التي يبدد فيها طاقتهيشعر بالسخط والغضب، ما يجعله أكثر ميلا للصراع والعراك مع أشقائه. منأفضل الطرق التي تجعل الأشقاء أقل ميلا للقتال فيما بينهم، أن تبعدي عنهمشبح الملل من خلال إشراكهم في الأنشطة وتشجيعهم على شغل أوقات فراغهم فيتعلم الهوايات الجديدة.
صداقات جديدة
لا يجب أن تتوقعي أن يكون أطفالك في حالة وئام دائم لان ذلك ضد طبيعتهمالمليئة بالحركة والمنافسة والصراع. وأفضل وسيلة للتعامل مع علاقات أطفالكالمتوترة داخل البيت هو دفعهم وتشجيعهم لعقد صداقات جديدة من بين أصدقاءالأسرة أو زملائهم في المدرسة. انهماكهم في هذه الصداقات الجديدة لن يتركلهم وقتا للدخول في معارك وهمية بعضهم مع بعض، أو على الأقل سيخفف من ضغطالتوتر بينهم
دربيهم على حل الصراعات من دون عنف
الأطفال لا يعرفون كيفية حل صراعاتهم مع الآخرين، لذلك من المفيد تدريبهممنذ وقت مبكر على كيفية حل الصراعات من دون استخدام وسائل العنف. علميهمالعبارات التي يجب استخدامها في حالة الدفاع عن النفس، ودربيهم على مهاراتحل المشاكل وتقنيات الاتصال وأهمية الوصول إلى حل وسط، قولي لهم إن الكثيرمن الكلمات أكثر إيذاء من اللكمات.
نصائح سريعة
• لا تقارني بين أطفالك، فذلك يؤدي إلى نشوء الانقسام والاستياء بينهم.
• قبل أن تتدخلي امنحي أطفالك فرصة لحل خلافاتهم بأنفسهم.
• في حالة تماديهم في العراك، اقضي وقتا منفردا مع كل منهم، واشرحي له الخطأ الذي ارتكبه في حق الأسرة.
• اشرحي لهم أنه لا ينبغي استخدام السلوك العدواني مثل الضرب وتوجيه الشتائم.
• ساعدي طفلك الذي يبدأ بالاعتداء على الاعتراف بالخطأ والاعتذار لأشقائه.
• ضعي لأطفالك مجموعة من الحدود وحددي لهم العواقب عند تخطيها.