هذه الخاطرة كتبتها الأخت رحمة وهي فلسطينية مقيمة بمصر وهي جامعية , أعجبني كلامها فأردت نقله للإفادة
طريق بلا صديق
قالوا: الصداقة كنزٌ , قلت : وهمٌ و كذبٌ ,
قالوا: الصديق وقت الضيق , قلت : بل الصديق وقتما يريد .
نصحوني فقالوا : اختر الرفيق قبل الطريق , رددت عليهم : نسير طويلا في الطريق و لم ينفعنا يوما صديق.
هذا ما قالوه طويلا و رددوه كثيرا ,أعواما بعد أعوام , كله وهم , بلى هو وهم .
ها نحن تشتد بنا الأزمات و ننهار من شدة الضيق و تطبق علينا أنفاسنا حتى نكاد نختنق , نبكي و نحترق , و القلب مازال ينتظر و ينتظر .
و في النهاية , لا تجد معك سوى همك يجانبه حزنك , و الكرب يزيد الأمر ألما و كمدا , و كأنهم تصادقوا ليجبروك على تذوق مرارة ألمك .
فتضيق بك الأرض بما رحبت , و تكون كمن حُبس في زنزانة الهم , تُطبق عليك جدرانها رويدا رويدا, تحتاج نافذة لترى منها النور
فتشعر بالأمل , تحتاج منفذا لتتنفس منه لتحيى من جديد و إن كان لك هو النفس الأخير .
مازلت تنتظر....... و ما من مجيب ! ما من صديق!
حلمت كثيرا بمن يشاطرني أحزاني و أفراحي , و كأنه مني , بل هو لي , صديقي الذي أردته معي قبل أن أختار طريقي , تمنيته قربي
ليمسح دمعتي , تمنيته شراعا في سفينتي .
و لكني عدت و قد أرهقني البحث , و أرقتني المنى , و آلمني كثرة الفراق لقول الشاعر : (ما كل ما يتمناه المرء يدركه .... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) فأصبحت لا أقوى على تذكر الماضي الجميل, ليدفعني لمستقبلي الجديد , فكيف هو المستقبل دون الصديق ؟!