[/
سجل الجزائريون بعد أسبوع واحد من دخول شهر رمضان ، ارتفاعا قياسيا في كميات القمامة
المنزلية. وبشهادة الأرقام، فإن 300 طن إضافية من الفضلات تسجلها يوميا مؤسسة
نات كوم المختصة بتسيير الفضلات المنزلية في مختلف أحياء وبلديات العاصمة،
في حين تبقى الفضلات الغذائية على رأس ما يلقى به في الحاويات.
منذ أول وجبة فطور رمضانية، امتلأت الحاويات الخضراء بالأكياس البلاستيكية المتدفقة بفضلات الأغذية، معلنة بدء مهرجان التبذير السنوي إن صح القول، أطباق كاملة من الأطعمة والمأكولات المكلفة، وكميات هائلة من الأغذية الطازجة والمصنعة ومن أنواع الخبز والحلويات، ترمى يوميا في مزابل الجزائريين منذ دخول شهر رمضان، حسب السيد جودي، المكلف بالاتصال على مستوى مؤسسة نات كوم، وقد بلغ الإسراف في رمي الأغذية حدا غير مسبوق، حسب المتحدث، إذ تفاجأ عمال المؤسسة منذ اليوم الأول، بأكياس بلاستيكية مملوءة بأطباق طعام كاملة وعلب للحلوى الصالحة للاستهلاك، بإمكانها ''أن تلبي حاجة عائلات بأكملها من مستلزمات فطورها''. ولا تختلف الأحياء الفقيرة كثيرا في هذا عن الأحياء الغنية، حسب ملاحظات عمال النظافة، عدا في نوعية الأغذية الملقاة فقط.
وقد زادت كميات الفضلات المنزلية بالعاصمة وحدها حسب جودي بـ300 طن يوميا، فبعد أن كانت تقدر بـ2000 طن يوميا، انتقلت إلى 2300 طن يوميا بأحياء وبلديات العاصمة، أغلبها فضلات غذائية ومأكولات كان بالإمكان استهلاكها لو لم ترم بتلك الطريقة رغم انحسار عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحدة بما أن السحور في الغالب طبق الكسكسي، وغياب فضلات المطاعم المتوقفة بمناسبة رمضان.
ووفق تصريحات المتحدث، فإنها كميات مرشحة للارتفاع خلال الخمسة عشر يوما الأخيرة من الشهر بسبب انتعاش الأسواق وحركة الزبائن، إذ تلقى كل هذه الكميات من الفضلات في أي وقت ودون أدنى احترام للمواقيت المخصصة لذلك و''كل فرد يخرج من البيت يلقي معه كيسا'' حسب تعبير المسؤول بنات كوم، مما خلق وضعا كارثيا بالنسبة لعمال النظافة وزاد من صعوبة التعامل مع النفايات، والذي يتسبب في انتشار القمامة في الأحياء باستمرار رغم نشاط العمال المتواصل، ورغم تدعيمهم بـ300 عون إضافي من الوحدة الخاصة بالتدخل المستعجل، بمناسبة رمضان. فقد انتقل عدد العمال إلى 5500 عون بالمناسبة ينجزون أربع دوريات يوميا في معظم المناطق، إلا أن هذا لم يغير كثيرا من مستوى نظافة الأحياء بسبب عدم احترام مواعيد الرمي وأماكن وضع الحاويات التي تتعرض في الغالب إلى نقلها خاصة من قبل حراس الحظائر الذين يستعملونها كمعالم لتحديد مواقع الحراسة وتوقف السيارات، إلى جانب الرمي العشوائي للفضلات الغذائية على الأرض ودون وضعها داخل أكياس بلاستيكية.
وزيادة على تصرفات المواطنين غير الحضارية، تتسبب حركة السير خلال رمضان في تأخير وخلط مهمة العمال، إذ تدوم الدورية الواحدة عدة ساعات. وقد سجلت بعض البلديات أرقاما قياسية بهذا الخصوص، على رأسها حي العقيبة، بلكور وباش جراح والدار البيضاء وباب الوادي الذي دخلت شاحنة النظافة به خلال اليوم الأول من رمضان على الثامنة صباحا ولم تخرج حتى الثانية مساء.
نقلا عن جريدة الخبر