الأستاذ: عبد القادر مهاوات ماجستير في الشريعة الإسلامية
مِنْ بابِ مناصحةِ إخواني وأخواتي في اللهِ تعالى؛ تطبيقًا لقولِ النبيِّ r: ﴿الدينُ النصيحةُ﴾. فقال الصحابةُ y: "لِمَنْ يا رسولَ اللهِ؟" فقال: ﴿للهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المسلمين وعامتِهِمْ﴾[رواه مسلم]، أحاولُ أن أَعْرِضَ بين أَيْدِيهِمْ برنامجًا عمليًّا، فيه عناصرُ في مُتَنَاوَلِ أغلبِ الناسِ[1] بإذنِ اللهِ جلَّ وعلاَ، بحيثُ إذا ما رَعَاهَا أحدُهم، وسارَ على نَسَقِهَا في جميعِ أيامِ شهرِ رمضانَ، كانَ مِمَّنْ وُفِّقَ إلى حَدٍّ مُعْتَبَرٍ إلى اغتنامِ خيراتِهِ ونفحاتِهِ. وهذه العناصرُ كالآتي:
1- الاستيقاظُ من النومِ قبلَ طلوعِ الفجرِ بمقدارِ ساعةٍ تقريبًا، مع الإتيانِ بذكرِ الاسيقاظِ[2].
2- تناولُ السَّحُورِ مستحضِرًا فيه نيةَ الاقتداءِ والائتمارِ بأمرِ النبيِّ r. قال عليه الصلاةُ والسلامُ: ﴿تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً﴾[رواه الشيخان].
3- التهجُّدُ[3] ولو بركعتيْنِ حَسْنَاوَيْنِ، يُطِيلُ فيهما القراءةَ بعد الفاتحةِ، ويُكْثِرُ من التسبيحِ في الركوعِ، والدعاءِ في السجودِ. ثم يَشْتَغِلُ بالاستغفارِ والدعاءِ إلى غايةِ طلوعِ الفجرِ. قال النبيُّ r: ﴿ينزلُ رَبُّنَا كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الْآخِرِ فيقولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأستجيبُ له، مَنْ يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرُ له﴾[رواه الشيخان].
4- صلاةُ رَغِيبَةِ الفجرِ في البيتِ، ثم الذهابُ إلى المسجدِ، مع مراعاةِ ذكرِ الخروجِ من البيتِ والذهابِ إلى المسجدِ والدخولِ إليه.
5- قَصْدُ الصفِّ الأولِ فالذي يَلِيهِ، ثم الإتيانُ بتحيةِ المسجدِ.
6- الاشتغالُ بالدعاءِ إلى غايةِ إقامةِ صلاةِ الصبحِ، وبعد الفراغِ منها يأتي بأذكارِ أدبارِ الصلواتِ المكتوبةِ.
7- المكوثُ بالمسجدِ[4] للإتيانِ بأذكارِ الصباحِ، وتلاوةِ جزءٍ -حزبيْنِ- من القرآنِ الكريمِ، ثم يُصَلِّي ركعتَيِ الضحى بعد طلوعِ الشمسِ في الأفقِ قَدْرَ رُمْحٍ[5]. قال رسولُ اللهِ r: ﴿مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ في جماعةٍ، ثم قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صَلَّى ركعتيْنِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ: تَامَّة، تَامَّة، تَامَّة﴾[رواه الترمذي].
8- مغادرةُ المسجدِ، مع مراعاةِ ذكرِ الخروجِ منه، ثم العودةُ إلى البيتِ؛ لِأَخْذِ قسطٍ من النومِ إنْ أَمْكَنَ وكان محتاجًا إليه، على أن لا يَنْسَى ذِكْرَ الدخولِ إليه.
9- تجديدُ الطهارةِ وصلاةُ ركعتيْنِ، ثم الانصرافُ إلى العملِ أو الدراسةِ أو قضاءِ المصالحِ المختلفةِ، مع استحضارِ نيةِ العبادةِ في ذلك؛ إذ إنَّ النيةَ الحسنةَ تُحَوِّلُ العادةَ إلى عبادةٍ.
10- استدامةُ الذكرِ، سواء ما كان منه مُقَيَّدًا بمناسباتٍ معينةٍ أو مطلَقًا[6]، خاصةً: "إني صائمٌ، إني صائمٌ" إذا ما أُوذِيَ. قال اللهُ U في الحديثِ القدسيِّ الجليلِ: ﴿كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أَجْزِي به[7]. والصيامُ جُنَّةٌ. فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم، فلاَ يَرْفُثُ ولاَ يَصْخَبُ[8]، فإنْ سَابَّهُ أحدٌ أو قَاتَلَهُ فلْيَقُلْ: إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ﴾[رواه الشيخان].
11- كلما وَجَدَ فرصةً للصدقةِ، أو تقديمِ العونِ للآخَرين، أو عيادةِ المريضِ، أو اتباعِ الجنازةِ، إلا وكان من السَّبَّاقِينَ إلى الخيرِ. نقول هذا؛ حتى تَجْتَمِعَ فيه هذه الخصالُ مع الصيامِ، فيكونَ من أهلِ الجنةِ بإذنه U. رَوَى أبو هريرةَ t أنَّ النبيَّ r قال يومًا: ﴿مَنْ أصبحَ منكم اليومَ صائمًا؟﴾. قال أبو بكرٍ t: "أنا". قال: ﴿فمَنْ تَبِعَ منكم اليومَ جنازةً؟﴾. قال أبو بكرٍ: "أنا". قال: ﴿فَمَنْ أطعمَ منكم اليومَ مسكينًا؟﴾. قال أبو بكرٍ: "أنا". قال: ﴿فَمَنْ عَادَ منكم اليومَ مريضًا؟﴾. قال أبو بكرٍ: "أنا". فقال رسولُ اللهِ r: ﴿مَا اجْتَمَعْنَ في امرئٍ إلا دَخَلَ الجنةَ﴾[رواه مسلم].
12- أداءُ صلاةِ الظهرِ في جماعةٍ، مع الإتيانِ بسُنَّتَيْهِ القبليةِ -ركعتيْنِ أو أربعِ ركعاتٍ- والبعديَّةِ -ركعتيْنِ- والذكرِ دُبُرَهُ.
13- الْقَيْلُولَةُ؛ ائتمارًا بأمرِ النبيِّ r القائلِ في الحديثِ الحسنِ: ﴿قِيلُوا؛ فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ﴾[أَوْرَدَهُ السيوطيُّ في الجامعِ الصغيرِ]، وللتَّقَوِّي بها على أنشطةِ المساءِ والليلِ.
14- أداءُ صلاةِ العصرِ في جماعةٍ، مع الحرصِ على الإتيانِ بأربعِ ركعاتٍ قَبْلَهُ، والأذكارِ بعده.
15- المكوثُ بالمسجدِ إنْ أَمْكَنَ للإتيانِ بأذكارِ المساءِ، وسماعِ موعظةٍ إنْ كانت، وتلاوةِ جزءٍ من القرآنِ الكريمِ.
16- التبكيرُ بالإفطارِ عند تَحَقُّقِ غروبِ الشمسِ، على أن يكونَ وترًا من الرُّطَبِ أو التمرِ أو شيءٍ حُلْوٍ، أو على حَسْوَاتٍ من الماءِ، مع الإتيانِ بالذكرِ المأثورِ وشيءٍ من الدعاءِ. قال النبيُّ r: ﴿لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عَجَّلُوا الفطرَ﴾[رواه الشيخان]. وقال أنسٌ بنُ مالكٍ t: "كان رسولُ اللهِ r يُفْطِرُ قبلَ أن يُصَلِّيَ على رُطَبَاتٍ، فإنْ لم تكن رُطَبَات فتَمْرَاتٍ، فإنْ لم تكن حَسَا حَسْوَاتٍ من ماءٍ"[رواه أبو داود والترمذي]. وعن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: "كان النبيُّ r إذا أَفْطَرَ قال: ﴿ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ﴾[رواه أبو داود].
17- أداءُ صلاةِ المغربِ في جماعةٍ، مع الإتيانِ بالأذكارِ عَقِبَهُ، وكذا السنـةِ البعديَّةِ -ركعتيْنِ-.
18- الاجتماعُ مع الأهلِ لتناولِ وجبةٍ خفيفةٍ[9]، تَعْقُبُهَا مؤانسةٌ لهم وملاطفةٌ.
19- التبكيرُ إلى المسجدِ لأداءِ صلاةِ العشاءِ في جماعةٍ، وسماعِ الموعظةِ التي تُلْقَى قَبْلَهَا، ثم الذكرُ بعدها.
20- أداءُ صلاةِ التراويحِ كاملةً مع الإمامِ بما في ذلك الشَّفْعُ والوترُ، مع مجاهدةِ النفسِ في التدبرِ فيما يُتْلاَ من كتابِ اللهِ تعالى. قال النبيُّ r: ﴿مَنْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ﴾[رواه الشيخان]. وقال أيضًا: ﴿إنَّ الرجلَ إذا صَلَّى مع الإمامِ حتى يَنْصَرِفَ حُسِبَ له قيامُ الليلةِ﴾[رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة].
21- نشاطٌ مفتوحٌ كـ: زيارةِ قريبٍ أو صديقٍ، أو مطالعةٍ في مكتوباتٍ مفيدةٍ، أو مشاهدةِ برنامجٍ مُتَلْفَزٍ نافعٍ، أو حلقةِ علمٍ شرعيٍّ عائليةٍ، أو نحوِ ذلك من الأنشطةِ المفيدةِ النافعةِ.
22- النومُ قبل منتصفِ الليلِ[10]، على أن يكونَ ذلك على طهارةٍ، مع الإتيانِ بالأذكارِ.
ومع ما سبق ينبغي أن يَتَحَفَّظَ الصائمُ من الوقوعِ في سائرِ المعاصي، فإنه مِنْ شأنِهَا أن تُنْقِصَ من أجرِ الصائمِ، وأن تُعِيقَهُ عن الطاعةِ. ولذا قال صلواتُ اللهِ عليه وسلامُهُ: ﴿رُبَّ صائمٍ حَظُّهُ من صيامِهِ الجوعُ والعطشُ، ورُبَّ قائمٍ حَظُّهُ من قيامِهِ السهرُ﴾[رواه الطبراني في الكبير]. وقال أيضًا: ﴿مَنْ لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعملَ به، فليس للهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ﴾[رواه البخاري]. وإذا حَدَّثَتْهُ نفسُهُ الأمارةُ بالسوءِ وهو يجتهدُ في الطاعةِ، ويُطَبِّقُ هذا البرنامجَ، بأنَّ فيه كثافةً وثِقَلاً، فعليهِ أن يُسَلِّيَ نفسَهُ بأنَّ رمضانَ ما هو إلا مُجَرَّدُ أيامٍ معدوداتٍ سرعانَ ما تَنْقَضِي، وأنَّ أجرَ الطاعةِ فيه مُضَاعَفٌ، وعلى ذلك فلا مَنَاصَ من اغتنامِهِ بالاجتهادِ في الطاعةِ والإكثارِ منها. وهذا المعنى أشارَ إليه القرآنُ الكريمُ لَمَّا أَوْجَبَ الصيامَ فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ﴾[البقرة:182-183].
كما أنَّ المسلمَ ينبغي أن لا يُفَوِّتَ فرصةَ تفطيرِ الصائمين كلما أُتِيحَتْ، بل عليه أن يبحثَ عن هذه الفرصةَ؛ حتى يَظْفَرَ بأجرِهَا العظيمِ الذي قال عنه النبيُّ r: ﴿مَنْ فَطَّرَ صائمًا، كان له مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنه لا يُنْقِصُ مِنْ أجرِ الصائمِ شيئًا﴾[رواه الترمذي وابن ماجة].
والمرأةُ المسلمةُ ينبغي أن تستحضِرَ معنى العبادةِ وهي تُعِدُّ الطعامَ للصائمين، وأن تَقْتَصِدَ في وقتِ الإعدادِ؛ حتى لا يكونَ على حسابِ علاقتِهَا بربِّهَا.
ولَعَلَّنِي في الختامِ لا أَجِدُ أفضلَ من التذكيرِ بنصيحةِ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما. تلك النصيحةُ التي لَخَّصَ فيها عناصرَ هذا البرنامجِ فقالَ: "إذا صُمْتَ فلْيَصُمْ سمعُكَ وبصرُكَ ولسانُكَ عن الكذبِ والمحارمِ، ودَعْ أذى الجارِ، ولْيَكُنْ عليك سكينةٌ ووَقَارٌ، ولا تجعلْ يومَ صومِكَ ويومَ فطرِكَ سواءً".
نسألُ اللهَ جلَّ وعلاَ أن يوفقَنَا إلى اغتنامِ رمضانَ فيما يُحِبُّهُ ويرضاه، وأن يُعِينَنَا على ذكرِهِ وشكرِهِ وحُسْنِ عبادتِهِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
_____________________
[1]- قلت: "في متناولِ أغلبِ الناسِ"، أي: مِنْ أصحابِ الهمةِ المتوسطةِ؛ لأنَّ صاحبَ الهمةِ العاليةِ لا تكفيه عناصرُ هذا البرنامج، فيتطلَّعُ لِمَا هو أكثرُ وأحسنُ. كما أنَّ صاحبَ الهمةِ الْمُتَدَنِّيَةِ قد يستثقِلُهَا، فيَقْصُرُ عن الإتيانِ بها. إضافةً إلى أنَّ بعضَ الناسِ بحُكْمِ طبيعةِ عملِهم، والمهامِ الْمُسْنَدَةِ إليهم قد لا يستطيعون التَّكَيُّفَ مع هذا البرنامجِ الْمُقْتَرَحِ. فهؤلاء عليهم أن يَضَعُوا لأنفسِهم برنامجًا= =على نَسَقِهِ، يَتَنَاسَبُ مع حالتِهم الخاصةِ. إلا أنَّ الذي نَتَوَاصَى به هو: أنْ لا يكونَ هناك تفريطٌ كُلِّيٌّ في الإتيانِ بالطاعةِ في رمضانَ، فالمسلمُ الحريصُ على الخيرِ يُسَدِّدُ ويُقَارِبُ، وما لا يُدْرَكُ كُلُّهُ لا يُتْرَكُ جُلُّهُ أو بَعْضُهُ.
[2]- يُمْكِنُ أن يستعينَ المسلمُ لمعرفةِ الأذكارِ الثابتةِ عن النبيِّ r في سائرِ أحوالِهِ بكُتَيِّبِ: "حصنِ المسلمِ"، للشيخ: "سعيد بن علي بن وَهْف القحطاني".
[3]- التهجُّدُ هو الصلاةُ بالليلِ بعد النومِ.
[4]- هذا إنْ أَمْكَنَ، وإلا فإنه يأتي به في البيتِ.
[5]- هذا الوقتُ يُقَدَّرُ تقريبًا بعشرين دقيقةً من بدايةِ ظهورِ قرصِ الشمسِ في الأفقِ.
[6]- مثالُ الذكرِ المقيَّدِ بمناسباتٍ معينةٍ ما يُقَالُ عند: الدخولِ إلى الخلاءِ أو الخروجِ منه، وعند ركوبِ الدابةِ أو السيارةِ، وعند الدخولِ إلى السوقِ. ومثالُ الذكرِ المطلَقِ: التسبيحُ والتهليلُ والتحميدُ والتكبيرُ والاستغفارُ والصلاةُ على النبيِّ r.
[7]- إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أَجْزِي به: أي إن حسابَهُ عند الله بغير المضاعَفَةِ المعلومةِ "الحسنةُ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائةِ ضعفٍ"، بل هو أعظمُ من ذلك بكثيرٍ؛ بدليل ما جاء في روايةِ الترمذي: ﴿إن ربَّكم يقول: كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائةِ ضعفٍ، والصومُ لي، وأنا أَجْزِي به﴾. وذلك كما يقولُ الملِكُ: أَعْطُوا الناسَ أُعْطِيَاتِهِمْ بكذا وكذا، إلا فلانًا فأنَا سأُعطيه، وفي ذلك إشارةٌ إلى أن العطاءَ سيكونُ كبيرًا بغير حسابٍ، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[الزمر:10]، والصيامُ عبادةُ الصبرِ.
[8]- لاَ يَرْفُثُ ولاَ يَصْخَبُ: أي لا يقولُ كلامًا بذيئًا ولا يُحْدِثُ ضجيجًا.
[9]- قلنا: "تناول وجبةٍ خفيفةٍ"؛ لأنَّ الصائمَ إذا أكثرَ من الأكلِ في فطورِهِ -كما يفعلُ عددٌ معتبَرٌ من الناسِ-، أثقلَهُ ذلك عن صلاةِ التراويحِ، إضافةً إلى أنَّ ذلك فيه مخالفةٌ للقواعدِ الصحيةِ.
[10]- وهنا نُنَبِّهُ إلى خطأِ أولئك الذين يَسْهَرُونَ إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليلِ؛ فإنهم بذلك يخالفون هديَ النبيِّ r الذي ما كان يسهرُ بعد صلاةِ العشاءِ، كما أنهم من خلالِ سهرِهم الطويلِ تضعفُ أجسادُهُمْ، ومِنْ ثَمَّةَ لا تَقْوَى على الإتيانِ بهذا البرنامجِ المقترَحِ، فنجدُهم لاَهِينَ عابثين بالليلِ، نائمين مُتَثَائِبِينَ بالنهارِ.