من –الخلق- من نفسه على النفوس ذوات
السموم والحمات , كالحية والعقرب وغيرهما . هذا الضرب من الخلق هو الذي يؤذي بعـينه.فيدخل
الرجل القبر والجمل القدر.
العين وحدها لم تفعل شيئا . وإنما النفس
الخبيثة السمية تكيفت بكيفية غضبية , مع شدة حسد و إعجاب , وقابلت المعين على غرة
منه وغفلة . وهو أعزل من سلاحه . فلدغته كالحية التي تنظر إلى موضع مكشوف من البدن
الإنسان فتنهشه. فإما عطب وإما أذى .
ولهذا لا يتوقف أذى العائن على الرؤية
والمشاهدة. بل إذا وصف له الشيئ الغائب عنه وصل إليه أذاه .
والذنب لجهل المعين وغفلته وغرته عن حمل سلاحه
كل وقت .فالعائن لا يؤثر في شاكي السلاح , كالحية إذا قابلت درعا سابغا على جميع
البدن ليس فيه موضع مكشوف.
فحق على من أراد حفظ نفسه وحمايتها : أن
لا يزال متدرعا متحصنا لابسا أداة الحرب , مواظبا على أوراد التعوذات , والتحصنات
النبوية , التي في القرآن , والتي في السنة .
من كلام الإمام بن قيم الجوزية رحمه الله