بوابة المرأة من الجزائر - سامي

يرى عضو المجلس الوطني بحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر السعيد برير أن الرجل في أي حزب لا يمكنه الاستغناء عن المرأة، كما يحثها على التجند للدفاع عن حقوقها بنفسها وعدم الاتكال على الرجل في هذه المهمة، وفي حوار صريح أجرته معه "بوابة المرأة " اعترف السعيد أن المسافة بعيدة بين السياسة والمرأة في منطقة "الوادي" المحافظة.

كيف ترى موقع المرأة من السياسة في الجزائر وحزب "الأفلان" تحديداً؟
صورة من الأرشيفالمرأة تمارس السياسة جنبا إلى جنب مع الرجل، ووجودها ضروري وفعال لأن، هناك أماكن يستحيل على الرجل دخولها، ووحدها المرأة مسموح لها وقادرة على التواجد بها، كقاعات الحلاقة، والتجمعات النسوية، خاصة في المناطق الريفية والصحراوية والولايات المحافظة.

ما رأيك بكوتة للنساء في الأحزاب والقوائم الانتخابية بنسبة ثلاثين بالمائة التي تثير نقاشا في الجزائر؟
لست موافق على هذه النسبة، لسبب بسيط أنها لا تتطابق مع كل المناطق، ففي الوقت الذي تعد هذه النسبة ضئيلة في المدن الكبرى والمناطق الحضرية حيث النساء مقبلات على العمل السياسي، ولهن تواجد قوي في الأحزاب وتنشطن خلال المواعيد الانتخابية، نجد أن نسبة ثلاثين بالمائة في القوائم الانتخابية بالمناطق الريفية مثلاً أو الولايات الصحراوية صعب التحقق على أرض الواقع، حيث هناك مناطق قد نبدل جهدا مضنيا للعثور على نساء بالعدد المطلوب، بل هناك بلديات لا يمكن أن تحصل فيها على امرأة وحيدة تقبل الترشح فما بالك بنسبة ثلاثين بالمائة من عدد المرشحين بالقائمة.

وكيف ترى التعديل الدستوري الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في 2008 والذي أكد على توسيع المشاركة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة؟
هو في محله إذ أعطى دفعا قويا للنساء، خاصة وأن المرأة في السابق كانت تشارك في الانتخابات فقط لذر الرماد في العيون، أي أن إدراجها في القوائم الانتخابية كان شكليا. أما اليوم فقد أجبر الرئيس بوتفليقة الأحزاب السياسية على إشراك المرأة فعليا. ونحن في حزب جبهة التحرير الوطني الحمد لله خلال المؤتمر التاسع / المنعقد أيام 19 – 20 – 21 مارس أيار 2010 / عملنا بما جاء في التعديل الدستوري، حيث تحضر امرأة من كل دائرة للمشاركة في المؤتمر، بالإضافة لنساء أخريات في القائمة الوطنية وأخريات بالصفة، أي البرلمانيات وغيرهن. وفي الحقيقة يجب أن تؤخد امرأة من كل محافظة لتنضم إلى اللجنة المركزية للحزب، التي تضم أزيد من 300 عضو ممثلين لكل المحافظات في الجزائر.

ماذا لو تحدثنا عن المرأة في "الوادي"، لكونك عضو مكتب محافظة الوادي للحزب؟
بالنسبة للمرأة في الحزب الذي أنتمي إليه هناك عضوة اللجنة المركزية للحزب في العهدات السابقة ثلاث مرات، واليوم هي مندوبة في المؤتمر، لكن العدد قليل، حيث أنها لا تمثل النساء جميعا بالوادي.

معروف أن هذه الولاية محافظة وليس بها مشاركة سياسية قوية للنساء؟ هل هي التقاليد أم ماذا؟
صحيح فممارسة النساء للسياسة في ولاية الوادي تكاد تحصر في عدد أصابع اليد، حيث هناك تحفظات على مشاركة المرأة في السياسة، فالتقاليد لا تشجع النساء لاقتحام هذا الميدان، إذ أن كل ولي يحرص على عدم خروج ابنته من البيت، بل هناك أولياء يمنعون بناتهم من مغادرة البيت حتى للتمدرس، فما بالك بممارسة السياسة، وهنا أريد أن أتحدث عن هذه الفئة من البنات في المناطق النائية، فكلما ابتعدت المسافة عن المدينة زاد تمسك الولي بقرار منع ابنته من التوجه إلى المدرسة، منهن من تجبر على ملازمة البيت بعد ست سنوات من الدراسة فقط، لذلك يمكن القول أن المسافة بعيدة بين المرأة "السوفية" والسياسة. لكن أكيد هناك جانب مضيء حيث هناك عائلات أصبحت تسمح لبناتها الحائزات على شهادة البكالوريا للتنقل إلى مدن بعيدة جدا عن الوادي للدراسة بالجامعة.

إذن كيف تقدر المسافة بين المرأة السوفية والسياسة؟
هي مسافة بعيدة وإن لم تكن بعيدة جدا، لأن المرأة حاضرة في المجالس المنتخبة، فحزبنا تمثله امرأة في المجلس الولائي، لكنها للأسف امرأة وحيدة، وهي شابة تدعونا للتفاؤل خيرا بالجيل الجديد، خاصة المثقفات اللواتي أدعوهن أن يحدون حدوها للدفاع عن المرأة عبر هذه المنابر.

ألا ترى أن المرأة تتحمل جانبا من المسؤولية في الوضعية التي تعانيها؟
أكيد، فهناك تقصير واضح من جانبها، ومن جانب أهلها أيضا، فالأولياء يخجلون ولا يقبلون بنشر وتعليق صور بناتهن خلال الحملات الإنتخابية مثلا؟

بالحديث عن الانتخابات كيف هي مشاركة "السوفيات" في المواعيد الإنتخابية؟
هناك نساء تترشحن، لكنهن قليلات جداً جداً، فمثلا من بين الرجال المرشحين الثمانية عن حزبنا بولاية الوادي خلال التشريعيات الأخيرة كانت هناك امرأة وحيدة في المرتبة السابعة، كما أن كل الأحزاب الأخرى رشحت نفس العدد في قوائمها ليس أكثر، وكأن إدراج النساء في القوائم الإنتخابية إجراء شكلي فقط.

ما الذي يجب فعله بالموازاة مع تطبيق فحوى التعديل الدستوري لتغيير واقع المرأة الجزائرية في السياسية والمرأة في "الوادي" تحديدا؟
يلزمها الكثير من التكوين، وإن كنا نحن أيضا الرجال نحتاج دائما للتكوين، لكن المرأة في منطقتي "وادي سوف" تحتاج للتكوين من الصفر، ونصيحتي للمرأة أن تقتحم المجال السياسي وخاصة المجالس المنتخبة لافتكاك حقوقها بنفسها، لأنه مهما كان دفاع الرجل عليها لن يكون مجديا كدفاعها عن حقوقها بنفسها.
- السوفية: المرأة التي تنحدر من ولاية الوادي / أو وادي سوف / بالصحراء الجزائرية
- السعيد برير– مدير متوسطة، عضو اللجنة المركزية لحزب الأغلبية في الجزائر: جبهة التحرير الوطني، وعضو مكتب محافظة "الوادي" الصحراوية. وتضم اللجنة المركزية ممثلين من جميع المحافظات ال 54 لحزب جبهة التحرير الوطني.

وجود المرأة
في كل شؤون حياتنا أمر لا يختلف فيه عاقلان، لكن في إطار الدين وما تسمح به
العادات الإسلامية الراقية، وما أجمل أن تكون هذه المرأة متزوجة وأم لأولاد حتى
تبعد عنها الشبهات وحديث الناس، المرأة المتزوجة في حصانة كبيرة وتلقى كل الإحترام
من الجميع بل هي امرأة كاملة رغم أنوف من يحسدها، أنا شخصيا هي قناعة أن المرأة هي
كل شيء ومن غيرها لا تحلو الحياة لسبب بسيط جدا، لأني نشأة على تربية امرأة علمتني
وسهرت على تربيتي بعد أن رحل والدي الى دار الحق وعمري لا يتجاوز خمس سنوات ورفضت
أمي كل عروض الزواج المغرية لأجلنا فما أعظم المرأة وما أعظم الأم والأخت والبنت
وفي أي موقع كانت، تحية احترام وتقدير وتبجيل لأني من صنع أمرأة.