هي قصة واقعية رواه لي شخص تأثرت بها كثيرا لذلك وددت أن أقصها عليكم حتى نستفيد منها جميعا
يقول الشخص: ذات يوم كنت عائدا من العمل في المساء وكالعادة نحن ننتظر الحافلة مع زملاء العمل فرأيت أن الجو جميل مغيم فقررت بين نفسي أن أعود للبيت سيرا على الاقدام أعتذرت لزملائي وغادرتهم وبينما أسير حاولت إختصار الطريق فدخلت بين الأحياء السكنية فلاح في ناظري مجموعة من الصبية تلعب فأقتربت منهم وجدتهم يلعبون لعبة أحببتها كثيرا في طفولتي
أتعلمون ماهي ..............؟
إنها لعبة الغميضة يقول الشخص : نعم أحببتها كثيرا فوقفت برهة من الزمن أنظر إليهم كيف يلعبون
كانت هناك فتاة صغيرة هي من أغمضت ووضعت يداها على عيناها وتأكت على الجدار ربما كان دورها فسارع الأطفال للإختباء ونبهوا الطفلة أن لا تفتح حتى يخبروها وفجأة أنا واقف يقول الشخص أتت بجانبي طفلة أختبأت ورائي فقلت لها سوف تراكي هنا أذهبي واختبئي في مكان آخر
فردت الفتاة لالا لن تراني
فسمعت صوتا يقول خلص ملاك ابحثي عنا
وبدأت ملاك تبحث عن الأطفال إلى أن وصلت حافة الطرق يقول الشخص لم أفهم شيئا كيف لم ترى الفتاة التي ورائي فأسرعت إليها الطفلة التي كانت مختبأة ورائي وأمسكتها من يدها
فزادني الفضول لأن أعرف السبب
اقتربت منهما يقصد الفتاة وملاك لأن الباقي كان مختبأ ظنا منه أن ملاك تبحث عنهم
فإذا بي أرى صورة ومنظر جمد كل شيء بي
يقول بحثت عن الكلمات لم أجدها أو ربما وجدتها لكن كانت غريبة لم أألف على نطقها
بحثت عن الدموع فلم أجدها فقد تجمدت
نعم حينها خانني كل شيئ
أتعلمون ماذا رأى
....
...
....
رأى تلك الفتاة التي أغمضت عيناها بيداها
لا تبصر
لا تبصر
لا تبصر
يقول فقلت يالله
الآن عرفت لماذا قالت الفتاة التي أختبأت ورائي أن ملاك لن تراني
نعم إخوتي ملاك لا ترى منذ ولدت
ملاك عمرها لا يتعدى 5 أو 6 سنوات
لكنها أختارت أن تلعب أقسى لعبة عليها
ربما البراءة من جعلتها هكذا لا ندري
يقول الشخص فنظرت للسماء إذ بالشمس تبعث بإشعاعها بين السحب
فقلت يارب كل هذا النور وملاك ترآه مظلما....؟
لكن الحمد لله نحن نؤمن بقضائك وقدرك وما فقدان البصر لملاك إلا لحكمة لا يعلما إلا خالقها
يقول وواصلت مسيري وأنا أتأمل كيف تختبأ ملاك مع الفتاة التي كانت ورائي أكيد كانت صديقتها
هذه هي القصة إخوتي
ملاك لا تعرف شكل أو لون السماء الذي تعلمه أنت
ملاك لا ترى الزهور وهي تتفتح ولا العصافير وهي تغني سنفونية قدوم الربيع وأنت تراى كل هذا
ملاك لا تعرف كيف شكل والديها وإخوتها
قل لي أخي -أختي ماهي أخر مرة نظرت فيها لأاختك أو أخيك البعيد
ما هي أخر مرة نظرت لوالديك
ماهي آخر مرة قرأت فيها مصحف
أو ما هي أخر مرة شكرت فيها الله على نعمة البصر
إخوتي فلا نضيع هذه النعمة في النظر إلى ما لا يرضي الله
ربي لك الحمد كثيرا عدد خلقك الذي لا يعلمه إلا أنت
ربي لك الحمد عدد ما كان وعدد ما سيكون
ربي إني أخطأت كثيرا فاغفرلي إنك غفور رحيم
ربي إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا
أنتم أيضا إخوتي سارعوا لشكر الله
على كل نعمه فهي لاتعدوا ولا تحصى