ماذا لو كنت كوفي كوجيا..؟

لو كنت كوفي كوجيا.. لاغْتسلتُ من براثين الذنوب التي اقترفتها في حق الخضر وفي حق كل الشعب الجزائري، ولكتبتُ رسائل اعتذار لهم، أقضي ما تبقى من عمري في إرسالها لهم واحدا واحدا،ولحاولتُ إقناعهم "كذبا "بأنني لست مُرتشيا ولا مُتحيزا،وإنما مُحققا للعدالة الإنسانية، بأن منحتُ للمصريين فوزا مجانيا- تماما مثلما يفعل الكبار مع الصغار حينما يمنحوهم حبات حلوى حتى لا يبكوا- خوفا أن تُجيّش مصر الجيوش ضد الجزائر الغالية ،فيما لو خسرت المقابلة أو أن ينتحر شحاتة ومن معه جماعيا ويتهموا الجزائر بالإبادة الجماعية لجنس الفراعنة، وبالتالي فإن قراراتي قد كانت في مصلحة الجزائريين وليس ضدهم، ولأقنعتُ الجزائريين أيضا بأنه من العدل أن يكتفوا بالذهاب إلى كأس العالم، وهم يستحقون ذلك لأنهم الأفضل في الملعب ، ولكنه ليس من العدل أن يخسر المصريون كأس إفريقيا لأنهم الأفضل في الكواليس وأروقة الإتحاد الإفريقي، ولدعوتُ الله أن أنجو بفعلتي المشينة من غضب وبطش الله ومن أن ينقلب السحر على الساحر و أن تُشهر البطاقات الحمراء في وجهي أينما ذهبت.
لو كنت كوفي كوجيا.. لاجتهدتُ وناضلتُ حتى لا يرث أبنائي مهنتي وخيانتي للأمانة، ولأقنعتُهمْ بأن اللون الأحمر لا يصلح سوى لترويض الثيران ثم قتلها، أو لقتل أحلام الآخرين فقط لأنهم لا يدفعون رشاوى ولا يسعون للفوز على حساب الأخلاق والقيم النبيلة ، ولأقنعتهم أيضا أن اللون الأصفر لا يصلح سوى لنبات عبّاد الشمس ، لأنه يتبع نور الشمس أينما مالت، أما لون بدلتي فإنه يتبع ظلمة الكهوف الرطبة والبعيدة عن الأعين، لذلك فإنه لون غير جدير بالاحترام.

لوكنت كوفي كوجيا.. لطلبتُ من أبنائي أن يتعلموا التربية والأدب والحشمة من سلوك الرائع حلّيش،وأن لا يلبسوا اللون الأحمر أبدا ، وأن يكونوا حرصين أثناء تنقلاتهم وأسفارهم أن لا يلتقوا شاوشي، لأن الأمر سيختلف حتما هذه المرة ولن يكتفي الحارس البارع بإيماءة ،وإنما بضربة حقيقية تذكّرهم بحماقة أبيهم وما أدراك برأسية شاوشي.."وان تو اثري فيفا لالجيري".