حتى
وإن لم نتأهل إلى النهائي ولم نتوج بالكأس الإفريقية لا قدر الله ، وحتى
ولو فزنا وتأهلنا على مصر مرة ثانية إن شاء لله ، فإننا قبل هذا أو ذاك
نحن الأبطال ونحن من صنع الحدث مرة أخرى وانتصرنا واستمتعنا وتميزنا
وتألقنا ، وخطفنا كل الأضواء في دورة تبقى خالدة في تاريخ الكرة الجزائرية
والافريقية .
- انتصرنا على أنفسنا وعلى العقدة التي لازمتنا طويلا بفضل جيل جديد شجاع ومحب ومخلص لوطنه .
- انتصرنا لبلدنا واكتشفنا من يحبنا ومن يكره تألقنا في الداخل والخارج،
واكتشف الجمهور كل الانتهازيين الذين عادوا للظهور إلى الواجهة والتموقع
على حساب منتخبنا وأبطاله الذين بفضلهم صارت الجزائر على كل لسان وفي كل
مكان .
- انتصرنا لأننا وصلنا للدور نصف النهائي لأول مرة منذ عشرين عاما
وعلى حساب أنغولا ومالي وكوت ديفوار التي لعبنا معها أجمل وأروع مباراة في
تاريخ الكرة الجزائرية ونحن الذين كنا غائبين عن الدورتين السابقتين .
- انتصرنا لأننا ربحنا منتخبا رائعا ورجالا لن نخاف عليهم في جنوب
إفريقيا، ومنتخبا يكبر عند كل مباراة، وفي كأس العالم سيصنع الحدث الأكبر
ويحدث أكبر مفاجأة في تاريخ الكرة العالمية .
- انتصرنا لأن شبابنا وشعبنا ازداد تعلقا بوطنه وثقة في نفسه
وقدراته على تحقيق المعجزات، ومنتخبنا فعل بالشعب الجزائري ما عجزت عنه
السياسة والحكومة وكل الأحزاب .
- انتصرنا لأن منتخبنا فعل بنا ما لم تفعله الأسرة والمدرسة
والمؤسسة والحكومة والدولة كلها من خلال هذا الإحساس بالانتماء للوطن وهذا
الاعتزاز والافتخار الذي صرنا نشعر به اليوم ، ومن خلال هذا الإقبال على
بذل الجهد والعطاء من أجل تحقيق النجاح .
- انتصرنا لأننا نجحنا في قلب موازين القوى وإعادة رسم خريطة
جديدة لكرة القدم الإفريقية وعدنا إلى مكانتنا الحقيقية والفعلية بين
الأمم في كرة القدم .
- انتصرنا لأننا فهمنا ما يجب أن نفعل لكي نتألق في كرة القدم وكل الرياضات، ورسم منتخبنا طريق التألق والتفوق لكل من يريد النجاح .
- انتصرنا لأن السياسيين فهموا رسالة الشبان ومغزى كرة القدم التي لم تعد
لعبة كما كان يعتقد البعض، بل هي جزء لا يتجزأ من مشروع المجتمع الذي يجب
أن نرسم معالمه ونخطط لتجسيده رفقة شعب يموت في التحديات ويعشق الصعوبات .
- انتصرنا لأن ذكر اسم الجزائر لم يعد مرتبطا بسنوات الدم والدمار
، وبمنتخب الإخفاقات والانهزامات بل صار رمزا للتحديات وصنع المعجزات
وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات .
- انتصرنا بعد أن أكدنا بأننا شعب الأفعال وليس الأقوال ، وبعد أن
حشدنا كل هذا الدعم والتضامن من الإخوة والأصدقاء من كل بقاع العالم ،
وبعد أن صححنا صورة الجزائري البطل ، المؤمن والمحب لوطنه .
ونظرا لكل هذه الانتصارات والنجاحات، ومهما كان الحال هذا المساء،
فان اسم الجزائر عاد ليدوي في السماء وسنستمتع ونهتف كلنا تحيا الجزائر
وشكرا لمحاربي الصحراء .