كان ياما كان في سالف العصر والزمان ملكة حزينة لأنها لم ترزق أولاداً.
ذات يوم كانت تجلس على شرفة قصرها وهي تمسك في يديها الإبرة والخيط وتخيط بعض الملابس غزت الإبرة إصبعها ونزلت بعض قطرات الدماء على فستانها الأبيض، فلفت نظرها جمال قطرات الدم الحمراء على الفستان الأبيض، فتمنت في نفسها أن ترزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم وأسود كالليل، وبعد فترة تحققت أمنية الملكة ورزقت فتاة جميلة وبياضها كبياض الثلج، وكان قدر الملكة أن تتوفى بعد مولد ابنتها بفترة، وقدر هذه الصغيرة أن تنشأ يتيمة الأم.
وبعد فترة تزوج الملك من ملكة جديدة جميلة جداً، وكانت هذه الملكة تملك مرآة سحرية، وكانت دائماً توجه سؤالاً للمرآة وهو: من هي أجمل سيدة من سيدات هذه البلاد ؟ فيكون رد المرآة دائماً: أنت أجملهن جميعاً أقسم إن بياض الثلج أجمل فتنة.
فكانت الملكة في كل مرة تسأل فيها المرآة هذا السؤال وتحصل على الإجابة نفسها تغضب كثيراً وتكره بياض الثلج أكثر، وكانت دائماً تفكر كيف تتخلص من بياض الثلج،وخطرت في بالها فكرة وهي أن تأمر الصياد بأن يأخذ بياض الثلج إلى الغابة ويقتلها هناك، لكن الصياد لم يقتلها وتركها في الغابة، فمضت بياض الثلج في الغابة وبقيت تمشي إلى أن وجدت كوخاً وكان هذا الكوخ للأقزام السبعة، فدخلت الكوخ وجلست مع الأقزام وحكت لهم قصتها وطلبت منهم أن تبقى عندهم مقابل أن تنظف لهم الكوخ وتحضر الطعام.
وبعد أن ظنت الملكة أن بياض الثلج توفيت،وقفت أمام مرآتها السحرية وسألتها سؤالها المعتاد وفوجئت برد المرآة عليها: أيتها الملكة أنت أجملهن جميعاً وأقسم إن بياض الثلج أجمل فتنة، جنّت الملكة بهذا الجواب، وقالت للمرآة: إن بياض الثلج قد ماتت، فقالت لها المرآة: إن بياض الثلج ما زالت حية، حاولت الملكة بعد ذلك قتل بياض الثلج أكثر من مرة ولكن في كل مرة كان الأقزام ينقذونها من الموت، وفي آخر مرة نجحت محاولة الملكة في قتل بياض الثلج ببيعها تفاحاً مسموماً وغابت بياض الثلج عن الوعي، وظنّ الأقزام أن بياض الثلج قد ماتت فوضعوها في تابوت مصنوع من الزجاج وكانوا كل يوم يتناوبون على حراستها إلى أن مر من أمام الكوخ أميراً ورأى بياض الثلج داخل التابوت فأعجب بشدة جمالها وطلب من الأقزام أن يأخذ التابوت مقابل أي شيء يطلبونه، رفض الأقزام هذا الطلب في بادئ الأمر ومن ثم وافقوا حزناً على الأمير.
وعندما كان حراس الأمير يحملون تابوت بياض الثلج تعثروا بجذور إحدى الأشجار، فاهتز التابوت واهتزت بياض الثلج داخل التابوت فخرجت من فمها قطعة التفاح المسمومة، فأفاقت من غيبوبتها وقالت: أين أنا؟ وغمرت الفرحة قلب الأمير والأقزام السبعة ومن ثم أخبروا بياض الثلج القصة كاملة،وطلب الأمير يدها فوافقت وأقاموا حفل زفاف كبيراً وكان من ضمن المدعوين الملكة زوجة أبيها، وعندما وجدت أن بياض الثلج هي العروس تفاجأت وأصابتها نوبة قلبية وماتت بعد فترة قصيرة، وعاشت بياض الثلج هي وزوجها سعيدين طوال حياتهما في كوخ بعيد جداً في أعلى التلة.