لن نكون قد أتينا بجديد إذا قلنا أن صحة الطفل وغذاءه وتربيته وتعليمه ومتابعته في البيت والمدرسة والشارع، وحتى الهواء الذي يتنفسه هي مسؤولية الأم مسؤولية كاملة.
والأم الحكيمة الواعية هي التي تعمل على مراعاة أسرتها مراعاة كاملة أي صحياً ونفسياً وتربوياً. فالأطباء ليسوا الوحيدين المسؤولين عن صحة أبنائنا وخلوهم من الأمراض، فالطفل عندما يتناول دواءه بحاجة للحنان والمواظبة على اعطائه بشكل منتظم، ووفق المواعيد التي يحددها الطبيب ولا تقتصر العناية فقط على تناول الدواء بل مسؤولية الأم هي في تناول أسرتها وجباتهم الغذائية كذلك بشكل منتظم، فمثلاً الطفل المحموم بحاجة إلى قدر كبير من السوائل حتى لايتقيأ، وأيضاً لكي يعوض ما يفقده من سوائل عن طريق التبخر بسبب درجة حرارته المرتفعة.
ـ كما نلفت انتباه الأم إلى أن كثرة التردد على الأطباء والانتقال به من مستوصف إلى آخر أو من عيادة إلى أخرى بالتأكيد ليس في مصلحة الطفل وأحياناً ومع تطور الرفاهية في مجتمعنا تقوم العديد من الأمهات بإرسال أطفالهن مع الخادمات سواء لعيادة الطبيب أو إلى الحديقة كونها في ضيافة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو بالعكس، فهذا بكل تأكيد خطأ تقترفه الأم دون أن تدري، لأن الطبيب بحاجة لأن يسأل عن أحوال الطفل الصحية ليستطيع مبدئياً تشخيص الحالة المرضية التي يعاني منها الطفل خاصة وأن أمراض الأطفال في البداية كثيرة فهناك اللقاحات الضرورية التي تعطى بشكل دوري والسعال والطفح الجلدي وظهور الاسنان وما يترافق معه من ارتفاع في درجات الحرارة واسهالات وغير ذلك..
لذلك كان على الأم أن تكون المرافقة الخاصة لطفلها كي يحصل الطفل على العلاج الناجح.
ويجب علينا ألا ننسى أن تقوم الأم بعزل أطفالها عن المدخنين سواء أكانوا ضيوفاً مؤقتين أو حتى من أقرب الناس لديهم وأن تمنع زوجها إذا كان مدخناً خوفاً على أطفالها من الإصابة بالسعال وزيادة نوبات الربو والحساسية لديهم. كما أنها مسؤولة عن منع إصابة الأطفال الآخرين بالعدوى من طفلها بأمراض معدية كالحصبة أو جدرة الماء، أو الحصبة الألمانية، أو التهاب الكبد الوبائي.
كما تقع على الأم مسؤولية صحة أطفالها النفسية والعقلية ويجب عليها تهدئتهم من المخاوف المرضية وعلاج القلق والتوتر لديهم بالسلوك النفسي السليم.
وبذلك نكون قد حافظنا على أطفالنا من الأمراض التي قد تؤذيهم نفسياً وصحياً وجسدياً وعقلياً.