1- تعريف إضطراب التوحد :
لقد قدمت العديد من التعريفات لإضطراب التوحد كغيره من التعريفات وسوف نشير فيما يلي إلى أهم التعريفات :
تعرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي التوحد بأنه :إعاقة نمو شاملة يتسم فيها الفرد بالإنسحاب من الحياة الإجتماعية والتأخر الفكري والمشاكل اللغوية والعدوانية إتجاه الأخرين قبل بلوغ الثلاثين شهرا من العمر,والذي يمكن أن تظهر أعراضه المرتبطة به وتشخص لاحقا ,كما أن الإضطرابات التي تعاني منها الطفل لا تكون واضحة وأكيدة في البداية الأمر وعادة ما تتضمن الإضطرابات المتعلقة بالعزلة تأثيرات نوعية على التفاعل والتواصل الإجتماعي .(أسامة محمد البطانية )
يعد إضطراب التوحد بمثابة إضطراب نمائي عام أو منتشر تظهر أثاره في العديد من الجوانب الأخرى للنمو و تنعكس عليها هذه الآثار تبدأ على هيئة سلوكيات تدل على قصور من جانب الطفل . (خالد محمد النجار ,)
التوحد هو اضطراب عقلي من نوع ذهانات الطفولة التي تظهر على شل انطواء حول الذات .
(سميرة فراش , )
يرى كانر أن التوحد هو عدم القدرة على التواصل مع الأخرين بالإضافة إلى عدم تطور اللغة والنمطية في الحياة وضعف القدرة على التخيل .(مصطفى نوري القش ,)
ومما سبق نستنتج أن التوحد هو إضطراب في النمو الشامل يظهر لدى الطفل قبل الثالثة من العمر ويصيب ثلاث مستويات وهي التفاعل الإجتماعي والتواصل والسلوك ,وهو من الإعاقات الحادة لذلك لا بدمن بذل المجهود من أجل تحقيق فهم أفضل لهذا النوع من الإضطرابات .
2- خصائص الطفل التوحدي :
لقد أشار الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع إلى ثلاث خصائص رئيسية يشترك فيها ذوي إضطراب التوحد وهي كالتالي :
1- إعاقة في التفاعل الإجتماعي :
- لا يطورون العلاقات الاجتماعية التي تتناسب مع أعمارهم.
- عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين ولديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم.
- عدم التواصل البصري مع الآخرين.
- تفضيل البقاء والانعزال لوحده ويفضلون اللعب وحدهم ( ألعابهم واحدة ).
- التفاعل مع الغير بطرق غريبة ( كالشم أو اللمس ).
- بعض الأطفال لديهم نوبات من الضحك والبكاء من دون سبب.
- يهتمون بالأشياء ولا يهتمون بالأشخاص.
- البعض يستجيب للتفاعلات الاجتماعية إذا طلب منه ذلك ولكن غالباً لا يكون المبادر إليها.
(إبراهيم عبد الله
2- إعاقة في التواصل :
- الأطفال التوحد يون لديهم مشاكل في التواصل سواء أكان لفظياً أم غير لفظي.
- نسبة كبيرة من الأطفال التوحد يون لا يكتسبون كلاماً ويظهرون الصمم والبكم لبعض الكلمات.
- لديهم تأخر أو قصور كلي في تطوير اللغة المنطوقة.
- لا يستجيبون بالنظر عند المناداة بالاسم.
- إستخدام كلمات خاصة بهم لا يفهمها إلا المقربين منهم.
- صعوبة في استخدام الضمائر.
- صعوبة في المبادرة بالحديث والاستمرار فيه.
- صعوبة في ربط الكلمات التي يتعلمها بمعناها. (إبراهيم عبد الله ,)
3- إعاقة في السلوك :
- التمسك الشديد بالروتين الزماني أو المكاني في سلوك معين, ( الطعام والشراب, اللعب, ارتداء الملابس نفسها كل يوم, مقاومة التغيير في البيئة المحيطة بهم ).
- السلوك النمطي مثل ( الإهتزاز , رفرفة اليدين , الدوران , لف الأشياء بشكل دائري , الهمهمة , فرك اليدين وطقطقة الأصابع , وضع الأصابع أمام العينين , تمزيق الورق , لمس الأشياء بشكل متكرر ).
- الاهتمام بأشياء محددة دون سواها: ( قد يظهر الطفل التوحدي اهتمامه بعلبة أو خيط ولا يلفت اهتمامه كرة مثلاً).
- سلوك إيذاء الذات.
- الإنتقائية الزائدة لبعض الأطعمة دون سواها.
3- عوامل الإصابة بإضطراب التوحد :
لقد كان مجال التوحد واسعا لدراسات التي حاولت التعرف على أسبابه وقد تعددت العوامل التي ذكرت كأسباب للتوحد بإختلاف إختصاصات الباحثين وتنوع خلفياتهم النظرية (جمال الخطيب ,) منها :
3-1- النظرية البيولوجية :
- ترجع هذه الفرضية التوحد إلى وجود تلف في الدماغ أي في الأداء الوظيفي للمخ.
* دليل هذه الفرضية مرافقة التوحد للعديد من الأمراض العصبية والصحية والإعاقات المختلفة.
* وأشارت بعض الدراسات التي تدعم الفرضية البيولوجية إلى وجود إختلاف في تشكيل أدمغة بعض الأفراد المصابين
بالتوحد. (خولة أحمد ,)
3-2- النظرية الوراثية :
يؤكد أصحاب هذه النظرية على أن للوراثة دور كبير من خلال النتائج التالية :
- إذ يوجد97 من الأسر مماثلة للمجتمع بها أكثر من طفل توحدي واحد.
كما أبان إحتمال تعرض أكثر من واحد في الأسرة بهذا الإضطراب سوف يزداد بمعدل يتراوح بين 50-200مرة ,كما يمكن أن يحدث بصفة عامة لدى أي عضو في المجتمع ,كما أكدوا إحتمال حدوث خلل في الجينات أو الكر وموسومات في مرحلة مبكرة من عمر الجنين بدليل مرافقة التوحد للعديد من الاضطرابات الجينية.
ويبقى أن نؤكد أنه لم تتمك الأبحاث حتى الأن من تحديد دقيق لتلك الجينات الفعلية المسؤولة عن حدوث الإضطراب .(عادل محمد عبد الله , )
3-3 - النظرية المعرفية:
تفسر إضطراب التوحد أنه مشكلات معرفية أدت إلى وجود مشكلات إجتماعية وذلك بتغير في دمج المدخلات من الحواس المختلفة ,كالجفل من الأصوات العادية ,أو في العجز في الإدراك الحسي والبصري أي في عدم فهم وتفسير الكلام والأصوات(عادل محمد عبد الله ,
طرق التواصل مع المتوحدين :
إن من الأمور المتفق عليها أن التوحيديين يعانون من مشكلة عدم التواصل وهذا يؤثر على استقبال المعلومات وقد اقترح بعض الأخصائيين بعض الأساليب للتواصل مع الفئة تستخدمها الأسرة أو المعلم من بين هذه الأساليب :
استخدام التحليل النفسي في علاج إعاقة التوحد بإستخدام جلسات التحليل النفسي هو الأسلوب السائد حتى السبعينات من هذا القرن ، وكان أحد الأهداف الأساسية للتحليل النفسي هو إقامة علاقة قوية مع نموذج مثل الأم المتساهلة المحبة ، وهي علاقة تنطلق من افتراض مؤداه أن أم الطفل الإجتراري لم تستطيع تزويده بها غير أن هناك تحفظ على هذا الافتراض هو أن هذه العلاقة تحتاج إلى عدة سنوات حتى تتطور خلال عملية العلاج التحليلي .
إستخدام العلاج السلوكي (تعديل السلوك)
تقوم فكرة تعديل السلوك على مكافئة السلوك الجيد أو المطلوب بشكل منتظم مع تجاهل مظاهر السلوك الأخرى الغير مناسبة تماما وذلك في محاولة للسيطرة على السلوك الفوضوي للطفل ، وتكمن أهمية هذا السلوك في أنه أسلوب علاجي مبني على مبادئ يمكن أن يتعلمها الناس من غير المتخصصين المهنيين كما انه أسلوب يمكن قياس تأثره بشكل عمل واضح .