ريحانة.. عاشت نصف عمرها في غيبوبة وتحضر الآن لشهادة ليسانس
دخلت
زوال الأحد، ريحانة وهي شابة في ربيعها 24 رفقة والدها مكتب الشروق الجهوي
بقسنطينة، تطلب أرشيفا ومعلومات عن "الشروق اليومي"، لأنها باشرت رسالة
تخرجها في معهد الإعلام بجامعة منتوري بقسنطينة، إلى هنا الحكاية عادية،
ولا تثير أي دهشة أو فضول، لكن ريحانة ووالدها بين خوف من المستقبل وتحدّ
غريب، رويا للشروق اليومي مأساة عمرها أزيد عن 24 عاما.أبصرت
ريحانة العايب النور، ولكن بإعاقة خطيرة على مستوى القلب المشوّه خلقيا،
جعلتها تحيا دقيقة وتموت في غيبوبة لعدة ساعات، الوالدان اللذان اختارا
لابنتهما إسم صحابية جليلة، راحا يطرقان كل الأبواب الطبية، وكانت صدمتهما
أن حكموا جميعا على ريحانة بالموت المؤكد، ومنهم المختصون في أمراض القلب
بمستشفى بوسماعيل المختص بالجزائر العاصمة.
والمأساة الكبرى أن الوالدين اللذين تحديا رأي الأطباء، وجدا
نفسيهما مجبرين على أن يوقفانها عن الدراسة في السنة السادسة ابتدائي، في
انتظار ربما أجل لا يريدانه، ولكن تشبث ريحانة بالحياة جعل والدتها تقبل
بتسجيلها ضمن دروس المراسلة، ريحانة قضت 12 سنة نائمة في الفراش في شبه
غيبوبة لا تنفس لها سوى بالقراءة، إلى أن فاجأت الجميع في بكالوريا نسخة
جوان 2010 بنجاحها وبمعدل مدهش بلغ 12 . 21 في شعبة الآداب، كما تعلمت اللغة الألمانية وصارت تنطقها بطلاقة.
ريحانة
التي زارت مكتب الشروق اليومي، كانت حزينة، لأن لا أحد مد يده نحوها،
والدها قال أن سفريتها إلى بروكسل في بلجيكا منحتها أوكسيجين حياة جديدة،
ولكن الخطر مازال يتهددها، قالت أيضا أنها كانت دائما تعشق أن تكون صحفية
لتنقل آلام الناس، لتجد نفسها تتحوّل إلى موضوع صحفي الآن، والدها أخرج
لنا شهادات طبية لم يجد محرّروها من أطباء أي حرج في الإقرار بموتها،
ومنهم من حدّد المدة بتسع سنوات على أبعد تقدير، ومنهم من حذر العائلة من
إجراء أي عملية لريحانة، لأنها ستموت على طاولة الجراحة، ريحانة وهي تغادر
مكتب الشروق اليومي ذرفت دمعة وقالت: "أريد أن أعيش مثل كل الناس"؟
عن الشروق اليومي