إجـــــــعـــــــل الـــــــنـــــــجـــــــاح عــــــــادة ،،!!
كان هناك ضفدع يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعد أن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله ،، فلمح الضفدع عقرب حائر على أحد الصخور ،, والماء يحيط به من كل جانب ،، قال العقرب للضفدع : يا صاحبي ألا تعمل معروفاً وتحملني على ظهرك لتعبر بي إلى اليابسة فإني لا أجيد العوم ،، إبتسم الضفدع ساخراً وقال كيف أحملك على ظهري أيها العقرب وأنت من طبعك اللسع ،،!!
قال العقرب في جدية : أنا ألسعك ،،؟؟ كيف وأنت تحملني على ظهرك فإن قرصتك مت في حينك وغرقت أنت وغرقت معك ،، تردد الضفدع قليلا وقال للعقرب : كلامك معقول ولكني أخاف أن تنسى ،، قال العقرب : كيف أنسى يا صديقي ،، إن كنت سأنسى المعروف ،, فهل سأنسى أني معرض للموت ،، هل اعرض نفسي للموت بسبب لسعه ،،!!
بدت القناعة على الضفدع وذلك بسبب لهجة العقرب الصادقة ،، إقترب الضفدع منه وحمله على ظهره ،، في خلال العبور في النهر الهادئ ظل الضفدع يتبادل الحديث الهادئ مع العقرب ،، وفى وسط النهر تحرك العقرب فشعر الضفدع بالشر والخوف ،، فقال للعقرب في خوف : ماذا بك يا صديقي ،، قال العقرب في قلق : لا أدرى يا صديقي ،، شيء تحرك في صدري ،،!!
زاد الضفدع من سرعته عوماً وقفزاً في الماء حتى يصل إلى الشاطئ إلا إن العقرب لسعه لسعة قوية فخارت قواه بعد أن سرى سم العقرب في جسده ،، وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع للعقرب في أسى وهو يبتلع الماء ليغرق ،، فقال العقرب في حزن شديد قبل أن يبتلعه الماء: أعذرني الطبع غلاب يا صاحبي ،،!!
فيا ترى لماذا تصرف العقرب بهذه الطريقة ،، هل لأنه كان يحب فعلاً أن يلسع الضفدع أو يهلك نفسه ،، كلا ولكن العقرب تعود منذ مولده أن يتصرف بطريقة معينة حيال أي كائن حي يحتك به ،، هي أن يلسعه لأنه خطر عليه وهذا ما نسميه بالعادة ،،!!
ما هي العادة ؟
العادة: هي سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين ،،!!
فبسبب هذه العادات يصبح هناك خطورة ،، وتنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكيات الإنسان ،، وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياته ،، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات ،، كما تقول الحكمة القديمة " أغرس فكرة أحصد فعلاً ،، أغرس فعلاً أحصد عادة ،، أغرس عادة أحصد شخصية ،، أغرس شخصية أحصد مصيرًا " ،، فالعادات في النهاية هي التي تحدد مصير الإنسان ـ بإرادة الله تعالى ـ في الحياة سواء كان النجاح أم الفشل ،،!!
مثال: إنسان لديه عادة الكسل ،، كيف تكونت لديه هذه العادة ،،؟؟
1ـ شب منذ صغره يرى أباه أو أمه يكسلون عن واجباتهم ،، فهي فكرة .
2ـ بدأ يمارس نفس هذا الأفعال التي رآها من والديه ,، فهي فعل .
3ـ بتكرار الفعل ومع مرور السنين تكون لديه سلوك الكسل ,، فهي عادة .
فالعادات لها قوة جذب هائلة وبإمكانك أن تسخر تلك القوة لتعمل لصالحك ،، أو تسخرك هي لنفسها لتعمل ضد نفسك ،، فالعادات يمكن تغييرها جزماً ،، فتفكيرك هو مصيرك ،، فكل شخص يفكر قبل أن يتخذ قرار ما وبعد التفكير ينفذ ،, وعند التنفيذ يحدث إما فشل في تحقيق النتائج المتوقعة أو تحقيق نتائج مرضيه ويمكن نتائج أفضل من المتوقع ،،!!
وكل منا يعتقد أن هذا النجاح بسبب مجهوده ،، وهذا صحيح فعلاً ،، لكن الحقيقة أن كل منا يكون بداخله اعتقاد قبل بدء العمل ،، وقد يكون اعتقادك سلبي أو ايجابي ،، فلابد من تغيير معتقداتك السلبية وجعلها ايجابية ،، واعلم أن ما تفكر فيه هو ما ستحصل عليه ،،!!
فمثلاً: عندما تقوم بالتقديم لوظيفة و يقوم آخرين بالتقديم في نفس العمل وتتفاجئ بعدها أنهم أخذوا من هم اقل منك في القدرات إذا حدث معك ذلك فلا تندهش ،، أقول لك لماذا ،،؟؟ لأنك قبل توجهك للعمل أنت تعرف أنك لن تقبل فيه ،، وذلك ما يعرف بقانون الإنجذاب وهو أن ما تشعر وتعتقد وتفكر في حدوثه هو ما يحدث بالفعل ،،!!
فيجب على كل شخص أن يطبق هذه الكلمات في حياته :
إن أفكارك تتحول إلى كلمات ،، والكلمات تتحول إلى اعتقادات ،، واعتقادك يتحول لسلوكك ،، وبالتالي سلوكك هو فعلك ،، وهو ما سيحدد مصيرك ،، إذن أفكارك هي مصيرك ،،!!
من الآن إنتبه لتفكيرك وإلى ما تهدف إليه قبل أن تخطو أي خطوة في حياتك