حبيت أن أطرق هذا الموضوع الذي شغل بالي كثيرا , فكثيرا ما أقرا في الصحف والمجلات عناوين كلها ضد العمالة وتشنع منها وتجعل من أفعالها الطبيعية والبسيطة جرائم عظمى , مع أن هناك من أبناء وطننا من يرتكب أعظم الجرائم ولا يحصل لجريمته نصف ما لجريمة العمالة من ضوضاء الإعلام وعبث الصحف .
هنا اطرح سؤال :
لماذا لا نستغني عن العمالة إذا كانت هي السبب وراء مشاكلنا ؟
سيجيب الجميع بلا إستثناء :
لاننا لا نستطيع , فأقتصادنا من أكبر الشركات إلى اصغر البقالات يعتمد على العمالة , ونظافة شوارعنا تعتمد على العمالة , ومدارسنا تعتمد على العمالة , ومستشفياتنا تعتمد على العمالة , ومطاعمنا تعتمد على العمالة , وحتى في بيوتنا يوجد السائق الخاص والخادمة والعامل وأحيانا الطباخ من هذه العمالة .
إذن فما الحل :
الحل بسيط وهو أن نترك الكبر الذي في نفوسنا ونتواضع ولنعلم أن هؤلاء بشر مثلنا ويحبون من الحياة ما نحب ويكرهون ما نكره , وما تركوا أهلهم وديارهم وأموالهم وأولادهم إلا لفقر ألم بهم وحاجة أثرت عليهم و وضع لم يلائمهم , فلجأوا إلى بلدان ذات أقتصاد عالٍ ليحسنوا أوضاعهم فصاروا من رعايانا ( وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .
زرت قبل سنة من الآن مع الأهل إحدى هذه البلدان التي تأتينا منها العمالة وهي اليمن فوجدنا منهم كل الإحترام والتقدير والإجلال وكل الحب لنا واكرمونا كل الإكرام ولتقارب عاداتنا معهم فقد عشنا فيها اجمل أيام وامتعها خاصة أننا كنا في فصل الصيف الذي يجعل من اليمن ومدينة إب بالتحديد حديقة غناء وجنة الله في ارضه - كما توصف – وكنت دائما اتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيهم " أتاكم أهل اليمن هم ارق قلوبا وألين أفئدة , الأيمان يمان والحكمة يمانية " .
أخيرا :
يجب ان نعي ِ كلنا ان هذه العمالة هم أناس ذو كرامة وشرف وحسب ونسب ولكن اوضاعهم هي التي الجاتهم ألينا , وإذا كان منا من لا يرغب بالعمالة فليعمل عملهم ولينظف الشارع ويعمل بالمطعم وينظف السيارات أو ليكتسب من العلم ما للكوادر وأصحاب الخبرات في الشركات والمؤسسات ثم ليرحلهم من عقاراته .
إن علينا أن نتقي الله فيهم فهم أمانة في أعناقنا فبدئا بقيمة الفيزة التي نبيعها بما يزيد عن العشرة الف ريال إلى الراتب الذي قد يصل الى ستمائة ريال والى المبلغ الشهري الذي يأخذه الكفيل ( يسمى هذا المال سحت ) إذا كان المكفول لا يعمل عنده الى منع البعض من السفر ومعاملتهم كالبهائم .
يجب أن نغير النظرة ونحسن المعاملة وسنجد إنعكاس ذلك وهو صلاحهم وعملهم لمصلحة وطننا الحبيب....