القبول والصراحة بينهما علاقة لاتنفك أبداً .. ولذلك لا يمكن أن تكون صراحة من طرف واحد كما يعتقد معظم الناس بل هي طرفان لايكتمل المعنى بدونهما ، قد يكون الحسد والحقد أحياناً كــ ستار يلبسه من يبث
سمومه على البشر من باب الصراحة لـ يتحفنا بـ الكلمات التي
غالباً ما نسمعها ، ( أنا والله صريح كثير وماعندي غير الصراحة ) !
أو ، ( أنا بقول الصراحة واللي بيزعل يخبط راسه بـ الحيط ) !!
عبارات مقيتة لم أسمعها إلا من أناس لايعرفون الحقائق ولا يدركونها
والأدهى من ذلك أن مايصارحون به من باب الإصلاح كما يدعون
مثلاً على الأغلب صفاتهم هم ، ولكن أستعمالها كــ درع واق لهم
لــ تتوجه الأنظار نحوهم ظناً منهم أن المحيطين سيؤدون التحية لهم
لــ يحظو بــ لقب يعتقدون أنه سيُغيب باقي الصفات خصوصاً غير الحسنة !
أصل الصراحة الصدق مع الذات .. وإذا كانت موجعة فــ من الأدب
ورفع الخلق ألا نوجع من نحب .. أو بـ الأحرى ألا نوجع بـ العموم ..!
قول الحقيقة أمر مطلوب والصراحة هنا مستحسنة وواجبة وعليها أن تخدم وتعلي البناء.. وعكس ذلك هي صراحة غير واجبة تهدم ولا نحتاجها بـ شيء
بــ كل صراحة ، أرجو فهم الصراحة بعيداً عن كلمة ( المجاملة )
التي تفهم أنها باب من أبواب النفاق والكثير ...
للاسف منّا يرى في الصراحة عكسها ...!!
إذا كانت الصراحة واقعاً هي بــ التأكيد التفكير والتروي وإلا أنقلبت
الأمور إلى الندم ... الصراحة دروس علينا إعطاؤها في الوقت المناسب
والظرف المناسب .. وإذا لم تخدم بـ شيء فلا داعي لها ...
لإن فهمها ليس بـ الأمر الهين ومن يتمتع بها بما تحمل الكلمة من معنى
هو بـ الضرورة يمتلك أرقى الصفات ..
الصراحة دعامة الشعور بـ الأمان والراحة أتجاه أي طرف يقابلك !!
وفي الحب .. لازلنا نتعلم الصراحة !

كــ صراحة نتوق إليها جميعاً عن نفسكَ أنت
هل أنت صريح ؟
وقل لي ماهي معايير حدودها ؟
كيف سـ يكون ردك من صراحة موجعة !!
أليس الصراحة شأن إنساني بحت وهي قمة الأخلاق ...؟!