السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
,, بدايةً ماهي المدرسه وماذا تعني بالنسبة لنا كـــ افراد من مجتمع ’’ قائمين على اسس ومبادئ
ونظام معين ’’ عليه تمشي الحياه وتتقدم نحو الاصلاح والابداع ,,
البعض للأسف يرى ان المدرسه ملزومه لوحدها في تخريج نشئ صالح جيد يستقبل الحياه بمنتهى الوعي والادراك لمعنى الخطأ والصح ,,
متناسين او غافلين عن شئ مهم هو ان المدرسه ليس الإ مجتمع صغير وامتداد لمجتمع اكبر منه
يتفرع لعدة مراكز او نقاط تنطلق منها نماذج عديده من البشر البعض منها اصلح والبعض منها افسد ومابين هذا وذاك يكون دور المجتمع الصغير _ المدرسه ومن تحته قائمه تضم المجتمع
الاسره الاصدقاء كل هذه لها دور وتتحمل جزء كبير ولايستهان به في تنمية شخصية الطالب او الانسان بمعنى اشمل واوضح ,,,
صقل شخصية الطالب وتنمية مواهبه وتحفيزه نحو الافضل امور ينبغي ان تنطلق من مسقط رأسه - المنزل بحيث تكون المدر سه امتداد لذلك الدور ’’ واستكمال لدور الاسره
ياتي ذلك الدور مرهون بعملية التربيه الاجتماعيه وتحقيق اهداف الاصلاح السلوكي لــ يكون
الطالب انسان قادر على التحكم بسلوكه خراج إطار المدرسه والمنزل ’’ وذلك بالتأكيد سيكون
بمثابة جدار عازل عن اي فكر او سلوك شاذ قد يجد له ايادي منحرفه تحاول تسهيل الوصول
إليه ’’’ على سبيل المثال ’’ حينما نتكلم عن الأمن نستشعر بأن لهذه الكلمه اهميه كبرى
في توفير الهدوء والاستقرار والشعور بالامان ,,, وهذه ما اجده من احد الانظمه التي ينبغي
على المدرسه اثباته وزرعه بنفوس الطلاب والطالبات ’’ وانا هنا لااقصد الأمن الوطني بمفهومه الواسع ’’ بقدر ما اقصد الامن الفكري ’’ والنفسي والثقافي ,,
الحرص على تحقيق الامن الفكري الذي يكون منبعه الكتاب والسنه والعمل على انشاء عازل
لفكر ذلك الجيل ضد الانحرافات الفكريه التي تكون مخالفه لــ عقيدتنا الاسلاميه وشرائعها
واصولها الاسلاميه ,,, قد يأتي ذلك في سياق دورات تدريبيه ربما لعدد من المراكز كــ السجون
ودور الاحداث ,, فـــ النماذج الحيه التي تشير إلى نهاية من انحرف وخالف الكتاب والسنه ومشى في الارض فساداً ’’ يكون وقعها بالنفس اثبت واقوى من مجرد اقوال وشعارات ترفع والسلام ,,, المحاضرات والخطب الدينيه و البحث الجاد والدراسه الهادفه الصحيحه وراء اسباب
ضعف الامن الفكري بنفوس طلابنا وطالباتنا ومن ثم العمل عليها وتقويمها واصلاحها ,,, كل ذلك له دور إيجابي في الوصول بفكر الطالب بعيداً عن الرذيله والفساد ,,
اما الامن النفسي ’’ فهذا يعني ان تكون المدرسه بمثابة الجسر الذي يوصل بين الطالب والمنزل
وتحديداً مع الابوين ’’’ فــ العامل النفسي وتحقيق الامن امر مهم جداً ’’ من شأنه ان يسمو
بشخصية الطلاب والطالبات الاسهام في حل المشاكل الاسريه تحت ايادي علماء نفس واجتماع متخصصين ’’’ فــ تحقيق السكينه والاطمئنان القلبي ينعكس اثره ايجاباً على عطاء الطالب وانتاجه وسلوكه بين اقرانه وفي مجتمعه ,,
واخيراً الامن الثقافي ’’’ الذي يعتمد عليه جانب كبير في صقل شخصية الطلاب والطالبات
وبنائها بناء يرتكز على اسس سليمه حتى لايكون عرضه للإنهيار ,, مستقبلاً
الامن الثقافي ’’ اجده بمثابة الصيانه الدوريه لعقول هذا الجيل من الانحرافات و الغزو الثقافي
الذي بدأنا نلاحظ انتشاره مؤخراً بالتزامن مع التكنلوجيا الحديثه بكافة اشكالها ,,
التربيه بذره ’’ تزرعها الاسره وترعاها المدرسه ,,, إن وجدت الاهتمام والرعايه نمت وكبرت
تحت ظل وطن ينتظر بفارغ الصبر ان يأتي يوم ويجني من ثمرها الطيب ,,,
المدرسه مهما كان دروها في تنمية شخصية الطلاب والطالبات تبقى كـــ القلم الذي يحتاج
لــ محبره ’’ حتى يستطيع ان يكتب ويتقن ويبدع ,,,