* بسم الله الرحمن الرحمــــــــــــن *
قال تعالى : " والله جعل لكم من بيوتكم سكناً " النحل - 80
وقال إبن كثير رحمه الله :
يذكر الله تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت
التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه
الإنتفاع ..
إخوتي في اللـــــــــــه
البيت يمثل لأحدنا مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته ومكان
إجتماعه بأهله وأولاده ..
فالحمد لله على هذه النعمه التي يفتقدها الكثير من الذين يعيشون
في الملاهي أو الشوارع ..
وكلنا نعرف وبشكل واضح لا يقبل الشك ولا الإلتباس أن للإسلام
منهجه الكامل وطريقته المتميزه وأسلوبه الفريد في كل شيء
وخصوصاً في إعداد البيت المسلم المتكامل ودور هذا البيت في
إعداد الولد الإيماني والخلقي وفي تكوينه النفسي والعقلي وفي
تربيته الإجتماعيه ليكون في المستقبل إنسان صالح متوازن سوياً
ذا عقيده وخلق ورساله ينهض بأعباء ويضطلع بمسؤوليات
وينتهي في الخاتمه إلى غاية الغايات ألا وهي رضوان الله عزوجل
والفوز بالجنه والنجاه من النار !!
ولا يتم ذلك كله إلا عندما يمتثل ذلك المربي بقوله صلى الله عليه وسلم :
" كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته " ..
فالمربي حين يستشعر هذا المعنى العام عن المسؤوليه سيهم نحو
تعلم المنهج الإسلامي الصحيح في تربية أولاده الذي بات غائب عن
كثير من المربين !!
ومن أوجب المسؤوليات التي يجب أن يهتم المربي بها ويسعى إليها
تسيير الولد على منهج تربوي رتيب في اليوم والليله حتى يعتاده
ويدرج عليه ويجد تنفيذه في المستقبل أمراً عادياً ومألوفاً لكونه
تأصل في كيانه وترسخ في شعوره ,,
فإليك أخي المربي بعض نقاط هذا المنهج المستوحاه من هدي
الإسلام لعلك تأخذ به وتسير عليه :
1> تربية الأولاد وتنشأتهم على أصول التربيه الإسلاميه
لقوله صلى الله عليه وسلم :
" ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4775
2> إجعل بيتك مكاناً لذكر الله وتعويد الأبناء على ذلك فكم من بيوت
المسلمين اليوم وللأسف ميته لعدم ذكر الله فيها وإعمارها بالصلاه
والصيام لذا يجب عليك أخي إيقاظ أهل بيتك لصلاة القيام وصلاة
الفجروتذكيرهم بأذكار الصباح والمساء وأذكار الدخول إلى المنزل
والخروج منه ودعوتهم إلى مصاحبة أقران الخير والإبتعاد عن
مرافقة أقران السوء .
3> إتاحة الفرصه للإجتماع بأهل بيتك ومناقشة أمورهم وهذا ما
يغفل عنه أغلبية المربين وللأسف فبإعتقادهم أن توفير المال والمأكل
والمشرب والملبس يفي أولاده كل حقوقهم متناسياً أهم ما ينبغي تقديمه
لهم هو التربيه الإسلاميه الصحيحــــــــــه ,,
4> عدم السفر بكثره وترك الأبناء والزوجه وحدهم لأن هذا من
أهم عوامل الأمراض النفسيه التي أصبحت منتشره بكثره بسبب
فقد الحنان والأمان ,,
5> مراقبة الأبناء في خروجهم ودخولهم ومعرفة مع من يخرجون
وماهي صفات رفاقهم مع مراعاة أن تكون المراقبه من دون أن يشعر
الولد بها حتى لا يفقد الثقه بنفسه ,,
6> تعويد الأبناء على حفظ أسرار البيوت ,,
7> تعويدهم على الرفق فيما بينهم والتعاون والتواضع وعدم الكبر
بشرط أن يكون المربي قدوتهم في ذلك لأن المربي هو المثل الأعلى
بالنسبه لهم ,,
8> ممازحة الزوجه والأبناء لأنها من الأسباب المؤديه إلى إشاعة
أجواء السعاده و الألفه في البيت ,,
9> محاربة الأخلاق الرديئه في البيت كالكذب والغيبه والنميمه ,,
10> منع الإختلاط ,,
11>الإنتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت وتحذيرهم من
التقليد الأعمى للغرب والمشركين ,,
12> أن يبين لهم الحلال والحرام فإذا فعل هذا ستكون نفوسهم هنيئه
وأعينهم قريره حينما يرون فلذات أكبادهم ملائكه يمشون على الأرض
حين يحين وقت الحصاد في المستقبل لنتاج تربيتهم الإسلاميه
ويستظلون في ظلال غرسهم بإذن الله ,,
******
أقول هذا الكلام بعد أن رأيت إنتشار المربون المقصرون في حق
أنفسهم وحق من هم مسؤولون عنهم وعن تربيتهم فندعوهم للإستيقاظ
قبل فوات الأوان وقبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ..
أخي المربي
إعقل الهمه وجدد العزم على أن تقوم بواجبك تجاه
أبنائك في كل مرحله من مراحل حياتهم فإنك إن فعلت هذا رأيت
أبنائك أقمار هدايه يشار إليهم بالبنان لصفاء نفوسهم وطهارة قلوبهم ..
فلن نفقد الأمل جميعاً بأن هذا الجيل الذي ربما يراه الكثيرون فاشلاً
جيلاً ناجحاً إذا إلتزم بدينه الإسلامي عقيده وعمل وتجمل بأحكامه
وأخلاقه فإنه سيعيد بإذنه تعالى سيرة الأولين من أمة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم فقد قال عمر رضي الله عنه :
" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما إبتغينا العزه بغير ما أعزنا
الله به أذلنا الله " رواه الحاكم
فيا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات ويا أيها المعلمون ويا أيها المربون
يامن قصرتم في حق أبنائكم وتلاميذكم هذا هو بعض منهاج الإسلام
في تربية أبنائكم فأنهضوا بمسؤولياتكم لتتحقق كل أحلامكم ولتعدوا
للأمه المحمديه جنود الجهاد والنصر حتى تقوم أمتنا بدورها
في هداية العالم من الضلال والجاهليه والماديه إلى نور الحق ,,
رسالتي إليكم :
لقد ساءني جداً تقصير الكثير من المربين في زمننا هذا ولقد ساءني
أكثر تراجع أمتنا الإسلاميه وذلها وهوانها بين الأمم وهي خير الأمم
لقوله تعالى :
" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ " آل عمران - 110
التي ما إزدهرت في سابق عصرها وأنتشر الإسلام إلى جميع أنحاء
العالم إلا برجالها المخلصين والمجاهدين الذين تربوا على أسس
إسلاميه قويه ,,
أختم مقالي بهذا البيت الذي يبين مدى تأثيرالمربي في تنشأة الطفل :
وينشأ ناشيء الفتيان فينا ** على ما كان عوده أبـوه
وما دان الفتى بحجى ولكن ** يعوده التديـن أقربـــوه
مع تمنياتي لكم بالتوفيق ,,