بعد التأمل لحال مجتمعنا والغوص في جل مشكلاته رأيت أن مجتمعنا في حاجة ماسة للمصلحين والمفكرين الصادقين والذين يشع من قلوبهم حبهم للوطن باختلاف اتجاهاتهم , لقد تشبع مجتمعنا تديناً وتشبع بأهل الدين مما جعل الناس يستفتون حتى في طريقة كلامهم وهذا مانهانا عنه ربنا اللطيف الخبير فقال لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم .
وللأسف لا تكاد تفتح قناة من القنوات إلا وتجد فيها بعض المرتزقة والذين تشبعت مؤهلاتهم نوما تحت مراقدهم فلم يجدوا مكانا يؤيهم ويسترزقون منه فكان اتجاههم نحو أحد مشائخهم والإلتفاف حول مشائخهم اللذين علموهم الدين بطرقتهم الخاصة حسب فقههم وعقيدتهم ولم يعلموهم الحكمة مع الدين , لأنهم لم يتعلموها أصلا ثم تجده بعد ذلك وفي أقل من شهور تجده متربعا للإفتاء فكثُر هؤلاء وامتلأت بهم القنوات الفضائية وأدى ذلك إلى فيروس الوسواس في أغلب متتبعيهم وأصبحت الفتوى هاجس يُتتبع قبل النوم وبعد النوم .
للأسف هؤلاء هم واجهتنا الدينية وهؤلاء سفرائنا الذين نأمل منهم ومن متتبيعهم التغيير الجذري في طريقتهم حتى يتكون لدينا قاعدة فكرية اسلامية واسعة كما هو ديننا وليست منغلقة على منهج او فقه معين لا نريد التفرقة أكثر مما نحن عليه فهذا سني وهذا شيعي والآخر صوفي والسنة منهم الحنبلي والشافعي والحنفي والمالكي ويندرج من تحتهم السلفي والإخواني والتبليغي ووو , فأي تفرقة وصلنا إليها وأي دين نسير عليه , صحيح أن رسولنا اخبر أن أمته ستنقسم إلى بضع وسبعين شعبة ولكننا مجتمع واحد يجمعنا منهج تعليمي واحد (في الحقيقة منهجنا التعليمي لم يعلمنا فقة المذاهب ولكنه علمنا مذهب) وولي أمرنا واحد مرجعية دينية واحدة فلماذا كل هذه التفرقة ديننا الإسلام ولا خلاف في ذلك الرسالة المحمدية لها أربعة عشر قرنا تخطوا خطا ثابته رغم كل الخلافات ورغم كل الهجمات ربننا حفظ كتابة وحفظ دينة وحفظ نبية .
مجتمعنا لديه العديد من المشكلات منها الكبيرة والصغيرة ومنها المهم وغير المهم ومنها العام والخاص هناك أغنياء وجيرانهم فقراء هناك أناس لا يجدون رغيف الخبز هناك أناس أيتام هناك مطلقات وهناك عانسات وهناك أرملات وفي الجهة الأخرى هناك شباب راغبون في الزواج منهم القادر ومنهم الغير قادر .
هناك أناس يبيتون بعيدا عن أهاليهم حبسهم الظلم فباتوا في ظلام دامس .
لماذا تطرقنا للعديد من الأمور الغير هامة والضارة وغير النافعة وتركنا المهم والأهم .
هذا هو حال مجتمعنا فهو يحتاج للمفكرين والمصلحين يفتقر للصادقين المناظلين يفتقر لإطلاق الكلمة لدينا شباب لديهم طاقات لا تستغل في الفكر والثقافة والعلم والحضارة شبابنا منخرطون في أمور تضرهم أجبرهم عليها الزمان والمكان ولم يجدوا محضنا ثقافيا ورياضيا لم يجدوا موجهين لهم .
هذه نظرتي وهذه فلسفتي فما هي نظراتكم ؟؟