فرصة ذهبية للشعر

ان القصر والايجاز شرطان جوهريان في هذا اللون من الادب ، ولعل فن الشعر ، يتيحه من تكثيف واختزال ، وبما ينبني عليه من تجريد ووجازة لغوية هو اقدر الانواع الادبية التي يمكن لها ان تتعامل فنيا و جماليا مع الكمبيوتر ، وادب الشبكات العالمية ، فالنص الشعري القصير يتكون من عدة جمل ، وقد يتكون من جملة واحدة ، فاذا ما اضيفت له بعض الاشكال البصرية كالرسم او الصورة او الشكل الحروفي او ان يكتب النص بطريقة حروفية ، او يتخذ شكل وردة او شجرة كما في مورثنا العربي خاصة في العصر المملوكي ، كل ذلك سيجعل من النص الشعري نصا قابلا للتشكل وفق ما تتيحه التقنية ، لانه نص يميء الى داخله ، اللغة فيه وسيلة وغاية عامة عكس الانواع الادبية الاخرى التي تجعل اللغة محض وعاء اواداة تنقل ما يريد المؤلف ان يوصله من مضامين الى القارئ كما نجد في القصة او الرواية التي يصعب قراءتها في شبكات الاتصال ، فضلا عن عدم الاستماع بها ، من هنا فان النص الشعري يمتلك فرصة ذهبية للتواصل مع شريحة كبيرة من القراء ، باستثماره لتقنيات الشبكات العالمية ذلك لان قصره الشديد سيجعل منه فن اللحظة المشحون من خلال صوره بدلالات كثيفة ، وربما من خلال هذا الاستثمار يعيد الشعر وجهه الجميل ، وربما تتولد منه افاق تعبيرية جديدة تجعله اكثر قابلية للانتشار والتلقي على نطاق عالمي واسع ، خاصة اذا ماتمت ترجمته الى لغات عالمية متعددة ، انها فرصة ذهبية للشعر وللشعراء معا ، وعلى المبدع ان يتقدم لا متلاك شفراته التوصيلية الجديدة ...... وارجو اني لم اطل عليكم [