حياتنا ؟
لما شكى أبو جمرة لابن عباس سرعة قراءته
وأنه قد يقرأ القرآن في ليلة مرة أو مرتين تعجب لصنيعه وقال : لان أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل , فإن كنت فاعلا ولابد , فاقرأ قراءة تسمع أذنيك , ويعيها قلبك فقدم القلب والسمع على أن يقطع المسيرة العددية في تلاوة القرآن
ولما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - سمعوا القرآن الكريم جعلوا يبكون , فقال أبو بكر : هكذا كنا ثم قست القلوب
مع أنه - رضي الله عنه - كان رجلا أسيفا رقيق القلب إذا صلى بالناس وقرأ كلام الله - تعالى لا يتمالك نفسه من البكاء
بخلت عيونك بالبكاء فلتستعر[]عينا لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها []أرأيت عينا للدموع تعار
ولما سمع أبو الدحداح
قول الله تعالى
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً
[البقرة: 245]
قال : أو يقبل الله منا القرض , فتصدق ببستان له فيه ستمائة نخلة , ثم ذهب لزوجته يخبرها
فقالت : بشرك الله بخير ولم تلطم خدا أو تشق
جيبا أو تقول له ضيعتنا بل عمدت إلى صغارها تخرج ما في جيوبهم وأيديهم من تمر , لأن البستان قد صار لله تعالى