في الإسلام, الحقيقة العظمى الأزلية, فاطر السموات والأرض, الحي القيوم, الرحمن الرحيم. له الأسماء الحسنى, وعددها تسعة وتسعون. فهو العزيز, وهو القدير, وهو المهين, وهو الحكيم, وهو العليم, وهو السميع, وهو البصير, وهو الغفور, وهو السلام, وهو اللطيف, وهو الخبير الخ. والله في الإسلام لا شريك له (قل هو الله أحد,, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا أحد) (سورة الإخلاص 1 - 4). والواقع أن تاريخ الإنسانية لم يعرف دينا أكد على وحدانية الله بقدر ما أكد الإسلام. ومن آيات ذلك أن أول ركن من أركان الإسلام شهادة <أن لا إله إلا الله; وأن محمدا رسول الله>. وهذه الشهادة - كما يقول الدكتور فيليب حتى - هي أول ما يطرق أذن الطفل المولود في أحضان الإسلام وآخر ما يلقى على قبر المؤمن الراحل. وبين الولادة والموت لا يسمع المسلم كلمة تردد أكثر ما تردد هذه الكلمة, وهي تشكل جزءا من الأذان الذي تصدح به حناجر المؤذنين, داعية الناس إلى الصلاة, خمس مرات كل يوم
توجه المرء إلى ربه, أو وقوفه بين يديه, وتلاوته ايات يلتمس فيها منه سبحانه وتعالى العون والحماية, أو يحمده فيها على آلائه ونعمه. والصلاة عمود من أعمدة الدين. وقد عرفها الإنسان, منذ فجر الخليقة, على صور وأشكال مختلفة. ثم جاءت الأديان السماوية فوضعت لها القواعد والأصول. وفي الإسلام تعتبر الصلاة أحد أركان الدين الخمسة وهي الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج. والمسلمون يقيمون الصلاة خمس مرات في اليوم, الأولى عند الفجر, والثانية عند الظهر, والثالثة من الأصيل حتى غروب الشمس, والرابعة عند المغرب, والخامسة في العشاء, ويؤدونها في حال من الطهارة كاملة وبنظام من السجود والركوع مخصوص مولين وجوههم شطر الكعبة المشرفة. والمؤذن هو الذي يدعو الناس, من مئذنة المسجد, إلى الصلاة في مواقيتها. وفي يوم الجمعة يؤدي المسلمون الصلاة جماعة ظهرا ويستمعون إلى خطبة يلقيها إمام المصلين قبل أداء الصلاة المشتركة, وليس ثمة شكل من أشكال الصلاة المشتركة, كما يقول الدكتور فيليب حتي, <يفوق صلاة الجمعة قيمة من حيث الجلال والروعة والبساطة والترتيب. فيها ينتصب العابدون في صفوف ذات اتساق خاص, داخل المسجد, ممتثلين لقيادة الإمام بدقة وخشوع حتى غدت مشاهدة جمع المصلين تحرك أسمى العواطف الروحية في أعماق الصدور>
الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب, أو الامتناع عن تناول الطعام والشراب معا, لغرض ديني في المقام الأول. عرفت الجماعات البدائية القديمة الصيام وبخاصة قبل القنص, وقبل الحصاد, وقبل أداء الطقوس السحرية, وكثيرا ما كانت هذه الجماعات تتخذ الصيام وسيلة لتهدئة غضب الآلهة أو للمساعدة على انبعاث إله اعتقدت أنه مات في فصل من فصول السنة. وفرضت اليهودية والنصرانية الصيام في فترات معينة: فرضته اليودية أياما بعينها من السنة وبخاصة في <يوم الغفران> المعروف عند اليهود, ب- Yom Kippur, وفرضته النصرانية طوال الأربعين يوما السابقة لعيد الفصح, وخلال الفترة التي تنتظم أيام الأحد الأربعة السابقة لعيد الميلاد. أما الإسلام ففرض الصيام تطهيرا للنفس وإشعارا لها بما يعانيه الفقراء من ألم الجوع, وذلك من الفجر حتى غروب الشمس طوال شهر رمضان المبارك. وصيام المسلم يقتضيه لاالامتناع عن الطعام والشراب فحسب بل الامتناع عن كل ما حرم الله من كذب أو غش أو نميمة الخ., والامتناع عن إتيان النساء; وهو يحرم على الحائض ولا يحل تركه إلا في حالات معينة كالمرض والسفر. وكذلك فرضت البوذية والهندوسية الصيام. ولم يحرم الصيام إلا في الزرادشتية, دون غيرها من الأديان المعروفة, وذلك لاعتقاد الزرادشتيين بأنه يضعف المؤمن ولا يساعده على النضال ضد الشر. وفي القرن العشرين أصبحت للصيام دوافع اجتماعية وسياسية أيضا, فأخذ الناس يصومون احتجاجا على مظلمة أو تحقيقا لمطلب. ويعتبر المهاتما غاندي أبرز من لجأ إلى هذا النوع من الصيام