بسـم الله الـرحمن الرحيـم
هكذا تمر الأيام وتكر الأعوام ......بالأمس القريب كنا نقول : كيف نستقبل رمضان ؟
واليوم نتساءل : كيف نودع رمضان ؟ ها هو رمضان يوشك أن يحرك أوتاد خيمته مؤذناً برحيل ؛
ليسأل كل مسلم نفسه , ها قد جاء رمضان وأوشك على الرحيل ,
فهل ستخرجين يا نفس منه بمغفرة الذنوب والعتق من النار ؟ أم ماذا سيكون أمرك ؟
هل خرجت أيتها النفس من رمضان بتقوى الله تعالى , لتكون زادك في طريقك إلى الآخرة ؟
أم أنك كنت غافله عن زاد الطريق ؟رمضان سوق , والجميع فيه تجار ,
فبعضهم ربحت تجارته , والبعض خسرت تجارته , وهناك من يخرج من رمضان لا له ولا عليه ,
فالنصف الأول هو الفائز , والصنف الثاني هو الذليل مرغوم الأنف , عياذ بالله , والثالث ناله تعب ومشقه ,
ولم يخرج بشيء فهو نوع خسران ولا شك . كان ابن مسعود يقول : من هذا المقبول منا فيهنيه ,
ومن هذا المحروم منا فنعزيه , أيها المقبول هنيئاً لك أيها المحروم جبر الله مصيبتك .
كم من الخير فات من فاته خير رمضان ؟ وأي شيء أدرك من أدرك فيه الحرمان ؟
كم بين من حظه فيه القبول , ومن كان حظه الخيبه والخسران ؟ أيها الفائز هنيئاً لك ! أبشر بأجر بلا حساب ,
أبشر بدخولك من باب الريان لا ظمأ بعده أبداً , أبشر بشفاعة القرآن والصيام . ويا من قصرت بك الهمه ,
وقصرت في صيامك وقيامك , استدرك على نفسك في ربك داعياً :
( يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ) ( يوسف :88 )
صيامنا مجروح , وقيامنا مجروح , ولا نطمع إلا فيما عندك , فاغفر لنا تقصيرنا ,
وهيء لنا من أمرنا رشدا .
ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرما
واختص بالفوز في الجنات من خدما
من فاته الزرع في وقت البدار فما
تــراه يحصد إلا الــهم والندمــــا
منقول من اخوات طريق الاسلام