ويذل العز وينتصر الفقر

تمشي
بخيلاء متهادية في مشيتها بالكاد تكلم من يتحدث معها وان تكلمت فهي ترفع
صوتها وتخفضه بدرجة غنى الشخص الواقف اماها وتبتسم بقدر ذلك فهي من يمتلك
الملابس الجميلة فلكل مناسبة لباس جديد ومختلف ولها سائق خاص بها وخادمة
وتسرف في التزين خصوصا إذا كانت ستزور بنات عمها الفقير ويعاملنها بنات
عمها بما يليق بها كإبنة عم بحسن نية منهن دون أن يعلمن أنها تكيد لهن
جهلا منها وعفوية من بنات عمها ويرتكب إبن عمها الفقير خطأ قاتلا فيطلب
يدها من أمها بنوع من المزاح من خلال احاديث متشعبة وبحظورها إلا أن أمرا
غريبا لم يعهده يحدث . فقد تجاوزت والدتها كلامه وكأنه لم يقل شيأ ويتواصل
الحديث بدون نقطة نظام أو وقت مستقطع كما يقال ويهمش ويقصى من المشاركة
بالحديث بطريقة تجنبها الحرج وهي تواصل الحديث مع شخص آخر بموضوع ابعد
مايكون عما قاله الفتى ويشعر الحاضرون بهذا لكنهم يجاملون ويصعق الفتى مما
يحدث ويتلقى إولى الدروس في فن الإحتقار ويكتم غيضه رغم إعجابه بإبنة عمه,
ذلك الإعجاب الذي لاينم عن خبرة إنما إغتر بمظهرها ولم يعلم أنها ربما
لاتهتم له على الإطلاق بل ربما يحلو لها أن تكيده لتسد ذلك النقص المركب
الذي لديها ولم تعلم أن الدنيا متاع الغرور , ويقلًب الفتى أمره يمينا
ويسارا لكن خبرته بالحياة قليلة فتسد في وجهه الحلول والتفسير لما حدث له
فيقرر أن يشكي حاله على من يمتلك الحكمة . فينظر إليه صاحب الخبرة ويبتسم
ثم ينفجر ضاحكا ويظل يبتسم وينظر للفتى فيغضب الفتى ويقول له انا جئت
أستشيرك لا لتهزىء بي فيرد عليه صاحب التجارب والخبرة الطويلة وهو يضحك
فيقول دعني اضحك فقد مضى فترة طويلة لم اضحك بهذا الشكل فينتظر الفتى وهو
يكاد ينفجر فيلتفت إليه الرجل ويخاطبه قائلا هي معجبة بك لكن كيدها
وغرورها يمنعها من الخضوع لفتى فقير معدم مثلك وهي ربما تريدك أن تكون
زوجا ذليلا فتجاهلها لك إنما هو حرب نفسية فلا تخضع لها قال له الفتى
لكنني معجب بها كثيرا فرد عليه الرجل قائلا وهي معجبة بك لكن إذهب إلى
بيتك وقل لإخواتك انك خطبت فتاة ثريه وانها وافقت وانتظر فنفذ ماقيل له
واخذ ينتظر وبعد يومين فوجىء بها تدخل عليه بغرفته وتجلس على ركبتيها وهو
واقف امامها وينكشف المستور وتدخل معه في تشنجات وآهات وكلمات تحترق قبل
أن تصل إلى الآذان ويكلمها من عل وتكلمه من اسفل ويملي شروطه وتقبل بها
وهي ذليلة خانعة فالقلب هو الحكم ومن يقرر مستقبلها ويحلو لها الإنقياد
خلفه فتكتشف أن الإنقياد وإطاعة الرجل فيه لذة لاتزول فتشعر أنها لاتزال
صبية مدللة فتتشبث بقدمية وتستحثه ان لايغير رأيه وأن لايخذلها فيعدها وهو
يرتجف من الخوف فلم يسبق أن خاض مثل هذا الإمتحان.و يتبادلان الأدوار ويذل
العز وينتصر الفقر.

الله يبارك فيك اخى جميل منك هذا