السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
لم تمنع الشريعة الاسلامية الفتاة أو المرأة من الدخول إلى عالم العمل، لكنّ بعض الأعمال تتطلّب جهداً شاقاً لا يتحمّله إلاّ الرجال، فهي معفوّة منها بسبب طبيعة التركيبة الجسدية للمرأة، ليس إلاّ.. وهذا هو احترام للخصوصية!
ولو أرادت الخوض فيها لما مُنعت، فكلّ انسان وما أوتي من قوّة وما لديه من قدرة على الصبر والتحمّل.
وهناك أعمال لا يليق بالمرأة أن تدخل ميدانها، لا من جهة احتكارها للرجال، أو من جهة اقصاء المرأة عن ارتيادها، وسلبها حقوقها وامتيازاتها ومساواتها مع الرجل، بل لجهة أنّ لها تأثيراً نفسياً وسلوكياً واجتماعياً عليها.
عاملات الاتصالات ـ مثلاً ـ (البدّالات والتحويلات الهاتفية) كثيراً ما يتعرّضن للمعاكسة.. خاصّة إذا أعانت العاملة ـ في هذا الحقل ـ على نفسها، بترقيق صوتها، أو الضحك المغري من وراء الهاتف، أو تقبل الملاطفة من زبون تتكرّر مكالمته..
ومثلهنّ (المذيعات) في التلفازات والفضائيات..
ومثلهنّ أيضاً (المناديات) من خلال مكبرات الصوت أو أجهزة الصوت الداخلية في الأسواق والمشافي والمطارات، حيث يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض..
وهكذا (الممثلات والفنانات) وملكات الجمال وعارضات الأزياء، بل حتى الموظّفات العاديات اللواتي يخرجن إلى العمل وكأنهنّ ذاهبات إلى حفلة عُرسْ..
لقد تحدّثن هؤلاء طويلاً عمّا يتعرّضن له في حياتهنّ الخاصّة أو العملية من معاكسات ومضايقات ومواقف محرجة تصل إلى حدّ التهديد بالقتل والتشويه أحياناً..
قد لا تمنع الشريعة الاسلامية المرأة من العمل كعاملة اتصالات، لكنّها توجِّه وتنبِّه إلى أنّ التزام العاملة بوظيفتها واحترامها لشخصيتها شيء، وبين (إعانتها على نفسها) شيء آخر.. فالآخر لا يمكنه الدخول إذا كان الباب موصداً.. أليس كذلك؟!
غيرَ أنّ أخطر الأعمال النسوية على الاطلاق، ليست الأعمال المختلطة مع الرجال، وإن كانت لهذه تأثيراتها السلبية المسجّلة والمرصودة والتي تمّت دراستُها ميدانياً وإحصائياً، وإنّما هي أعمال الخلوة مع الرجال.
(عمل السكرتيرة).. عمل خطير جدّاً.. لأنّه يحقِّق مفهوم (الخلوة).. فالسكرتيرة كثيراً ما تخلو برئيسها وكثيراً ما يخلو بها فيقع المحذور أو ما هو قريب من المحذور.. والذئب عادة يفترس الشاة القصيّة عن القطيع!!
فبحسب طبيعة هذا العمل المُشكِل، فالسكرتيرة محطّ نظر ربّ العمل ورئيس المؤسسة، وبقدر ما تحقِّق له من درجات الرضا يتمسّك بها.. وغيرُ خاف أنّ الرضا العملي عن أدائها مفردة واحدة فقط، بل حتى التي تلتزم بحجابها وسترها الشرعيّ لا تخلو خلواتها مع صاحب العمل ـ أحياناً ـ من ملاطفات، إذا تمّ تمريرها ـ في مراحلها الأولى ـ فقد تجرّ إلى ما هو أخطر.
هذا مكانٌ غير لائق للمرأة بالمرّة..
مهما كانت الأسباب والدواعي التي تدعوها للعمل فيه، لأنّه مخالفة صريحة لنصّ نبويّ وقاعدة اجتماعية مجرّبة: «ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما»!
ولذلك قيل: عندما نَحذَرْ.. قد نُخطئ.. ولكن لا نُخدعْ!
وقيل في شأن الاتقاء والحذر أيضاً:
«ليست القلوبُ الطاهرة التي تتجنّب المطر، بل تلك التي تحملُ المظلاّت»!
الاحتراس والاحتراز حسنٌ في حدّ ذاته، والذي يبقى بعيداً عن الماء لا يصاب بالبلل.. وأمّا المياه التي يمكنها إغراق شخص فهي ـ مهما كانت قليلة ـ محيط»!
فإن كان ثوبكِ أبيضاً فلا تقتربي من بائع الزيت..
هناك.. مَن يقُلنَ: نحن نعرفُ أنفسنا جيِّداً، ولا يمكن أن نتعرّض إلى سوء أو أذى.. اللواتي يقلن ذلك لا يخدعن إلاّ أنفسهنّ، فليس الُمخاطِر بمحمود وإن سَلِمْ، ومَن يلعب بالنار لا يلومنّ إلاّ نفسه إذا احترق..
ومَن حذّركْ.. كمن بشِّركْ!!
المصدر : كتاب , الشباب... شؤون و شجون
مع تحيـــــــmeteore2000ـــــــآت