علم العمران هو نافذة مفتوحة على حضارة الشعوب , ويعتبر كأداة للتعبير
الفكري و الثقافي و الحضاري كما يحدد إطار النمط الحياتي وكيفية تنميته من
جميع النواحي ..
.
لكل مجتمع حضارته , تترجم في قيمه العليا أما المدينة فهي وسائله وتطبيقاته في واقع الحياة..
لايزال
البيت الصحراوي القديم حتى الأن شاهد على حكمة الأجداد و هو من أهم
ماأنجزوه في تاريخ البلد .حيث يمتلك هذا البيت من خلال غرفه و شكله مازايا
متفردة و خاصة من حيث الوظيفة و الشكل ..معروف أن البيوت العتيقة أكسبت
المدينة نسيجا و طابعا تميز بالجمال برغم بساطتها..خاصة في عيون الزائرين
من سواح و غيرهم ..الأكيد أنها حققت الراحة و الأمان للمتساكنين , و قد
لوحظ تنوع المواد الإنشائية مثل الحجر العربي و الجبس و الجريد و الخشب و
الفراش..وكلها صديقة للبيئة ..وكان البناء يتم بطريقة هندسية مدروسة من
الناحية الإجتماعية و المناخية و الإقتصادية محققا لقاطنيه الصحة و
الأمان, ويلبي حاجياتهم الوظيفية ..
هذه البيوت تبدو متشابهة من الخارج
و كأنه مراعات للفقراء كتعبير على قيم التكاتف بين الناس,لكن الإختلاف
يظهر من الداخل من حيث الأثاث و عدد الغرف و إتساع الفسحة الداخلية إلخ..
كان البيت القديم يتسع أحيانا لثلاثة أو أربع عائلات (جيلين) .
طبعا
تتغير هذه البيوت أي طرازها المعماري وفقا للمفاهيم الإجتماعية السائدة
وتطور مواد البناء بحيث تتميز كل مرحلة بمفاهيمها الخاصة..الأن بدأ
التوجه للسكن في بيوت حديثة وعصرية ,جاء ذلك نتيجة التطور الإقتصادي و
الإجتماعي و الثقافي..أصبحت أعلى و أجمل و أمتن , لكن يبقى للبيت الصحراوي
القديم تميزه الخاص وماأن يطأ المرء عتباته يظهر له سحره الجميل و إبداعية
التصميم بحيث يناسب حركة الشمس و ينسجم مع لون الرمال و تتحدى أسسه عوامل
الرطوبة و تغيرات المناخ..ببساطة يوحي لك بماضي الأجداد و تنشق منه عطر
التاريخ ..يبقى تنقصنا دراسات للعمارة و العمران في دوز و نفزاوة عموما
,نرجو من أهل الإختصاص مراعات ذلك خدمة لأهل المنطقة و لباحثين و كذلك
للتاريخ