لمحبي شعر الحكمة إليكم
مـقـتـطـفــات مـن أبيــات للإمـام الـشـافــعـي ..
هذه هي الدنيا :
تموت الأسود في الغابات جوعا... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبـــد قد ينــام على حريــــر ... وذو نسب مفارشه التــــراب
الضرب في الأرض :
سأضرب في طول البلاد وعرضها... أنال مرادي أو أموت غريبـــا
فإن تلفــت نفســــي فلله درهــــــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا
متى يكون السكوت من ذهب :
إذا نطق السفيــه فلا تجبــه... فخير من إجابتــه السكــوت
فإن كلمتــه فـرّجـــت عنـه ... وإن خليته كـمـــدا يمــــوت
لا تيأسن من لطف ربك :
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ...
وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ...
وأفاض من نعـم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ...
في بطن أمك مضغـة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ...
مــا كان أَلْهمَ قلبـك التوحيــدا
الوحدة خير من جليس السوء :
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره
العلم :
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحــذر يفوتك فخــر ذاك المغــرس
واعلم بأن العـلـــــم ليس ينالـه ... من هــمــه فـي مطعـــم أو مـلبـــس
إلا أخـو العلــم الذي يُعنــى بـه ...في حـالتيــــــه عـاريـــا أو مـكتـسـي
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجــر لـه طــيب الرقــاد وعبّــسِ
فلعل يوما إن حضرت بمجلس ...كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
نور الله لا يُهْدَى لعاصٍ :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلـــم نــــور ... ونـور الله لا يهــدى لعــــاص
الذل في الطمع :
حـسبي بعلمي إن نـفــع ..
ما الــذل إلا في الطمــع !
من راقـب الله رجــــع ..
ما طــار طير وارتفــع
إلا كـما طـار وقــــع !
الحب الصادق :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبــتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع
مشاعر الغريب :
إن الغريب له مخافة سارق ... وخضوع مديون وذلة موثق
فإذا تذكـــر أهـلــه وبـــلاده ... ففــؤاده كجنــاح طـير خافـق
التوكل على الله :
توكلت في رزقي على الله خـالقي ...
وأيقنـت أن الله لا شـك رازقـي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ...
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ...
ولو لم يكــن من اللســـان بناطــق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ...
وقد قســم الرحـمن رزق الخـلائق
تول أمورك بنفسك :
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصــدت لحـــاجـــة ... فاقصد لمعترف بفضلك
العيب فينــــــــا :
نعيب زماننــا والعيب فينـــا ... وما لزمــانا عيب سوانـــا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيــانـا
الصديق الصدوق :
إذا المـــرء لا يرعــاك إلا تكلفـــا ... فدعـــه ولا تكثـــر عليه التأسفــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهـــواه يهواك قلبــــه ... ولا كل من صافيتـــه لك قد صفــا
إذا لم يكن صفــو الــوداد طبيعــة ... فلا خــــير في ود يجـيء تكلفـــا
ولا خير في خـل يخــون خليلــــه ... ويلقــاه من بعـد المــودة بالجفــــا
وينكــر عيشـــا قد تقــــادم عهــده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــا
ســـلام على الدنيــا إذا لم يكن بها ...صديق صدوق صادق الوعد منصفا
************************************
أتــمـنـى أن تــكـون الأبيــات أعـجــبتكـم
منقــــــــــــــــول