تجدد المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون على انقطاع التيار الكهربائي بالجزائر
2011-07-12
الجزائر ـ 'القدس العربي' من كمال زايت: تجددت أمس
الثلاثاء أعمال الشغب والتخريب في الجزائر احتجاجا على انقطاع التيار
الكهربائي في الجزائر وسط موجة حرارة مرتفعة تعرفها مناطق مختلفة من
البلاد. ودفع ذلك شركة الكهرباء والغاز (قطاع عام) الى بدء العمل بنظام قطع
الكهرباء عن بعض المناطق من أجل تزويد مناطق أخرى، الشيء الذي فجر غضب
السكان الذين نزلوا إلى الشارع وخربوا وأحرقوا مقرات شركة الكهرباء وهيئات
حكومية.
عاشت ولاية 'الوادي' (650 كيلومتر جنوب شرق العاصمة) أمس
الثلاثاء ولليوم الثالث على التوالي حركة احتجاجية غير مسبوقة مع نزول
المئات من المواطنين الغاضبين إلى الشارع غضيا. وحسب شهود عيان، فإن
المحتجين خرجوا إلى الشارع في عدد من البلديات منذ الاثنين عقب الانقطاع
المتكرر للتيار الكهربائي، خاصة بعد موجة الحر التي تعرفها المدينة على
غرار باقي مناطق الوطن.
ووقعت الاحتجاجات في عشر بلديات طوال الثلاثة
أيام الأخيرة، وتطورت الأمور في بلدية البياضة إلى حد اقتحام المحتجين مقر
البلدية وإضرام النار فيها وتحطيم محتوياتها، وكذا تخريب مقر شركة الكهرباء
والغاز على مستوى البلدية ذاتها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حركة
السير توقفت بالبلديات الواقعة شمال الولاية، إذ أغلق المتظاهرون الطريق
الوطني رقم 48 الرابط بين بسكرة (450 كلم جنوب شرق العاصمة) والوادي، الأمر
الذي أغلق مداخل ومخارج بلديات قمار والحمراية وتغزوت وكونين. واستعمل
المحتجون لغلق الطرق المتاريس والحجارة وأضرموا النار في عجلات السيارات.
وتواصلت
الاحتجاجات بهذه المناطق طوال نهار أمس لتنتقل بعدها شرارة الغضب إلى
بلديات شرق الولاية. وقطع الطريق الرابط بين ولاية الوادي وولايات شرق
البلاد على غرار تبسة، إضافة إلى الطريق المؤدي إلى الحدود التونسية. ولم
ترد أنباء عن سقوط ضحايا في المواجهات.
وعرفت بلدية 'قمار' الاثنين
مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الأمن، إذ حاول المحتجون في اليوم
الثاني من موجة الغضب اقتحام مقر الدائرة والبلدية، خاصة بعد أن ترددت
أنباء عن اعتقال الشرطة لعدد من الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات. وتحولت
الساحة الخضراء بالمدينة إلى مسرح لمواجهات بين قوات مكافحة الشغب التي
استعملت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشق المباني
الرسمية بالحجارة.
وتواصلت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من نهار أمس، وشهدت حالات إغماء وسط المتظاهرين بسبب الغاز المسيل للدموع.
وتكرر
نفس المشهد في بلدية تغزوت التي أحرق فيها السكان شركة الكهرباء والغاز.
وانتقل المتظاهرون إلى مقر البلدية الذي تعرض أيضا للتخريب، وكذا مقار
هيئات حكومية أخرى.
وتكررت نفس الصور في بلديات الرباح والدبيلة
والمقرن وسيدي عون وحاسي خليفة. وحاول المحتجون في بلدية حساني عبد الكريم
حرق مقر البلدية، غير أن تدخل رجال الشرطة حال دون ذلك.
وبرر المواطنون
نزولهم إلى الشارع بتكرر انقطاعا التيار الكهربائي، مما بشكل خطرا على حياة
الأطفال والمسنين. كما اتهموا المسؤولين على شركة الكهرباء بتجاهل الوضعية
وكذا تقديم وعود كاذبة.
ووجه أمس النائب أمحمد حديبي عن حركة النهضة
(تيار إسلامي معارضة) سؤالا شفويا إلى وزير الطاقة والمناجم بخصوص الانقطاع
المتكرر في التيار الكهربائي في عدد من مناطق البلاد.
يذكر أن هذه
الانقطاعات مست الكثير من المناطق والمدن في كل أنحاء الجزائر خلال الأيام
القليلة الماضية التي عرفت درجات حرارة قياسية تجاوزت الـ45 درجة في ولايات
شمال البلاد المعروفة عادة بمناخها المعتدل نسبيا.