يختلف كثير من الأطباء والإخصائيين على مدى فاعلية منطقة واحة سيوة
ورمالها في علاج الكثير من الأمراض, " الغالبية" تؤكد أنها بالفعل علاج
فعال ويشفي - بعون الله عديدا من الأمراض- وآخرون يؤكدون أنها عمليات
عشوائية, وكان لل" البيت الكبير التحقيق التالي للوقوف على عادة الدفن في
الرمال بين حقائق العلم واساليب الطب الشعبي
في البداية يشرح أبو القاسم إبراهيم -أحد من يتولون الدفن هناك- عملية
الدفن قائلاً: يتم عمل حفرة على قدر طول الشخص الذي يراد دفنه, ثم تقام
خيمة عند رأسه وشمسية للوقاية من ضربة الشمس, وبعدها يوضع داخل الحفرة
ويتم تغطيته بالرمال وتتراوح مدة هذا الدفن من 4 إلى 7 أيام حسب نوع
المرض, بعدها يدهن المريض جسده بعدما يخرج من قبو الرمال, بزيت الزيتون
ويدخل الى خيمته ولا يتعرض خلال هذه الايام التى يحدث بها الدفن الى اى
تيارات هواء, ويشرب داخل الخيمة مشروبا ساخنا مصنوعا خصيصا له, حيث يفقد
الجسم خلال مدة الدفن كميات كبيرة من العرق, وبعد ذلك يقوم بأخذ حمام ثم
يعاد الدهان بزيت الزيتون.
ويقول
مهدى يوسف - أحد المسئولين عن الدفن: إن هناك برنامجاً غذائياً كاملاً
أيام العلاج يشمل وجبة إفطار الساعة السابعة صباحاً يضم – مشروباً يسمي "
اللبيجي " و هو روح النخلة – على الريق ثم عسل نحل و زبادي، ويشمل الغداء
من 10 – 11 صباحاً زبادي وعدد من التمرات, ثم يتوقف حتى موعد الردم
والعشاء – نصف دجاجة أو ربع كيلو لحم ضاني أو ماعز مع أرز و شوربة خضار, و
تكون وجبة العشاء هي الرئيسية, بعدها يتوقف المريض عن الطعام الساعة
الحادية عشر صباحاً حتي الثانية والنصف ظهرا, لأن المريض عندما يدخل حفرة
الردم تكون مسام جسمه مفتوحة, وبعد خروجه من الخيمة يعطونه ماء ليمون
بنزهير وحلبة دافئة و قليلاً من الشوربة ثم يتناول وجبة العشاء، ويحرم على
المريض أثناء مدة الردم تناول أي شئ بارد والتعرض للتيارات الهوائية,
والاستحمام طيلة مدة العلاج ويحرم الجماع وتخفيف الملابس، ويفضل عدم
مغادرة سيوة مباشرة بعد الردم والمكوث فيها مدة لا تقل عن ثلاثة ايام وألا
يكون الراغب في العلاج مريضا بالقلب او الضغط او السكر.
ويقول الدكتور
حمد خالد شعيب -مدير الثقافة بمطروح وهو باحث في التراث البدوي والذى أعد
ورقة بحثية حول الردم في الرمال الساخنة بجبل الدكرور بواحة سيوة - إن
إجراء العملية العلاجية بالردم تتم من خلال مجموعة من الضوابط تكمن في طلب
المعالج من المريض نتيجة الكشف الطبي الذي أجراه المريض على نفسه أو يتوجه
الي المستشفي لتحديد إذا ما كان مريضاً بالضغط أو القلب وعلى ضوء هذه
النتائج يوافق المعالج الشعبي على إجراء العملية العلاجية الشعبية عن طريق
الردم في الرمال الساخنة وهو الذي يشرف ويتابع على العملية العلاجية.
وحول مكان ونوع الرمال وهل يشترط لاكتمال الشفاء نوع معين يؤكد الدكتور
حمد أن الإجابة عن أن هذا السؤال متضاربة فالغالبية العظمي ايدت المكان
وهو جبل الدكرور بسيوة, وقد حاول بعض الشباب الدفن في مناطق اخرى للردم,
و لكن نتائجها ليست كمنطقة جبل الدكرور.
وتتم
عملية الدفن تحت اشراف طبي بمعني أن الطبيب الرسمي هو الذي يقرر اذا كانت
حالة الشخص الصحية تتحمل الردم أم لا، فهناك تلاق بين الطب الرسمي والعلاج
الشعبي و يقرر أيضا المعالج الشعبي أن المريض إذا ما تخطي سن الثمانين
يصعب علاجه بالردم لعدم قدرته على تحمل الردم, وكذلك الاطفال حتى سن
الثامنة عشر..
وعن ترخيص مزاولة المهنة فيؤكد الدكتور حمد أنه لا توجد موافقة إلا من مجلس المدينة فقط, ولا علاقة لها بالعمليات العلاجية.
وتوجهنا بالسؤال إلى المختصين من الأطباء الرسميين فأجابوا -دون ذكر
أسمائهم- أانهم سمعوا ان التربة بها ذرات كهرومغناطيسية تتفاعل مع أشعة
الشمس البنفسجية وتساعد علي إخراج الرطوبة من جسم المريض ولم يصلنا حتى
الآن نتائج أكيدة عن هذه العملية, وعن سبب لجوء اطباء كبار للعلاج بهذه
الطريقة وقالوا إنها قناعات شخصية خاصة بهم.
وقد كانت هناك محاولة قديمة من قبل وزارة السياحة لعمل مصحة عالمية بها
محطة لتوليد الكهرباء وتم تصميم هذا المشروع عند بداية الكثبان الرملية
لجبل الدكرور, ووصلت بعثة تضم عددا من الأطباء المختصين, والمفاجأة أن
اعتراضهم كان على تصميم المبني فقط وانتهى الموضوع عند هذا الحد.
ويؤكد مهدي محمد علي الحويطي -مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بواحة سيوة-
أن عملية الردم تتم بطريقة عشوائية غير مقننة ولم نحصل على أي دراسات تفيد
أهميتها.
من جانبه يشير علاء عبد الشكور -مدير عام السياحة بمحافظة مطروح إلى أن
الأبحاث أثبتت أن رمال الواحة تحتوى على اشعاعات تساعد في الشفاء من مرض
الروماتيزم وشلل الاطفال والصدفية والجهاز الهضمي, لذا يفد اليها عدد كبير
من السائحين العرب والأجانب, وكذا المصريين للدفن بها للاستشفاء خلال شهري
يوليو وأغسطس من كل عام.
منقول للفائدة