هذه مقطوعة أدبية رائعة لشاعر الهند الكبير طاغور، تجتاز بنا الحدود لتحملنا إلى عوالم وخبايا النفس البشرية أياً كانت،فيشعر كل واحد منا أنها تخاطبه او تلمس فيه الضمير الإنساني أحملها معي أنى ارتحلت ! وتستحق منا وقفات وتأملات عميقة ، فلنـتامل !
نقلتها عن كتاب النقد الأدبي لسيد قطب
أحببت أن تشاركونني متعتها !
"اليوم لم يُختم بعد.والسوق التي على شاطئ النهر لاتزال.
"لقد خفت أن يكون يومي قد تبدد،واّخر دراهمي قد ضاع.
"ولكن.لا.ياأخي.إني ما زلت أملك شيئاً لأن حظي لم يسلبني كل شيء.
**************
"الآن انتهى البيع والشراء
"لقد جمعت حصيلتي من الطرفين
"والآن حان وقت عودتي إلى البيت
"ولكن أيها الحارس،أفتطلب ضريبتك؟
"لاتخف ياأخي.لأني مازلت أملك شيئاً.لأن حظي لم يسلبني كل شيء
**************
"إن سكون الريح ينذر بالعاصفة
"وإن السحب المتجهمة في الغرب لاتبشر بخير
"والماء ساكن ينتظر الريح
"أما أنا فأهرول لأعبر النهر
"ولكن،ياصاحب المعبر،أفتريد أن تطلب أجرك؟
"أجل،ياأخي،إني مازلت أملك شيئاً.لأن حظي لم يسلبني كل شيء.
**************
"وفي ظلال الشجرة على جانب الطريق،تربع الشحاذ
"واأسفاه!إنه يحدق في وجهي،وفي عينيه رجاء وحياء!
"إنني في ظنه،غنيٌ بما ربحت في يومي
"أجل،ياأخي،إني مازلت أملك شيئاً،لأن حظي لم يسلبني كل شيء.
**************
"لقد اشتد ظلام الليل،وأقفرالطريق،وتألق الحباحب بين أوراق الشجر
"من عساك تكون يامن تتبعني في خطوات متلصصة صامتة؟
"اّه،لقد عرفت،إنك تريد أن تسرق مني كل أرباحي
"لن أخيب ظنك!
"لأني مازلت أملك شيئاً،لأن حظي لم يسلبني كل شيء!
**************
"وصلت المنزل عند منتصف الليل بيدين فارغتين
"وأنت لدى الباب تنتظرين في يقظةٍ وصمت،وفي عينيك الرغبة
"وكعصفورةٍ وجلةٍ طرت إلى صدري،يدفعك حب تواق
"اّه يا إلهي.إن شيئاً كثيراً ما يزال باقياً معي،لأن حظي لم يخدعني،ويسلبني كل شيء".
****************
أي ثقة وأي اطمئنان تستشعره وأنت تمضي في هذه الرحلة مع الشاعرطاغور،
فهو لم يفقد الأمل في العطاء، لأنه يملك الكثير مادام عنده قلبٌ ينبض بالحياة,
وقلبٌ ينبض بالحب.