فتوى في ( حكم النظر إلى المخطوبة )

س: هل النظر إلى المخطوبة جائز أم مستحب؟
وقد ورد في الحديث عن
المغيرة بن شعبة قال : خطبت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال النبي صلى الله عليه و سلم أنظرت إليها قلت لا قال فانظر إليها فإنه
أجدر أن يؤدم بينكما.
الفاء في كلمة (فانظر) هل تدل على الاشتراط، وكذلك الفعل (انظر) هل هو بصيغة الأمر؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
ــــــــــــــــــــــ
الجواب:
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله.
هذا الحديث الذي ذكره السائل
أخرجه النسائي (6/69) ح(3235) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي
رزمة، حدثنا حفص بن غياث، حدثنا عاصم، عن بكر بن عبد الله المزني، عن
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فذكره.
وإسناده صحيح، وله شاهد من
حديث أبي هريرة عند مسلم (1424) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل
تزوج امرأة : « أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ». قَالَ لاَ، قَالَ « فَاذْهَبْ
فَانْظُرْ إِلَيْهَا...».
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في نظر الخاطب إلى مخطوبته، هل هو مباح أو مستحب أو سنة مستحبة على قولين.
فذهب جمهور العلماء على أنه
سنة فدليلهم هذا الحديث، وفيه« فإنه أحرى» وفي رواية «أجدر أن يؤدم
بينكما» فهذا تعليل بعلة يحتاجها الزوجان ، وهي أن الله تعالى يؤلف بين
قلبي الزوجين، ولا شك أن الزوجين يحتاجان إلى مثل هذا .
والقول الثاني: أنه مباح،
وهو المشهور من مذهب الحنابلة ، قالوا: لأن الأصل هو الحظر، ثم جاء بعد
ذلك الأمر بالنظر، والأمر بعد الحظر يفيد الإباحة.
قال في "كشاف القناع"(5/10):" والمشهور من المذهب أنه مباح، وعليه الأكثر لأنه ورد بعد الحظر".
و القول الأول هو الصحيح لظاهر الحديث.
قال الصنعاني رحمه الله في
"سبل السلام" (3/113):" دلَّت الأحاديث على أنه يندب تقديم النظر إلى من
يريد نكاحها وهو قول جماهير العلماء ".
قال أهل العلم:" للإنسان أن ينظر من مخطوبته ما يدعوه إلى نكاحها، كالوجه والكفين والرأس والقدمين...بشروط وهي:
1- أن يكون عازماً على الخِطبة.
2- أن يغلب على الظن إجابته.
3- أن يكون بلا خلوة.
4- أن يكون نظره بلا شهوة.
5- أن يكون ذلك بقدر الحاجة.

والله الموفق.

منقول