النفاق والخديعة ( لغة العصر )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من معترك الحياة هذا الموضوع

بقلم نجمة سرواني

قال الله تعالى:

(إنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (النساء: 145).

يقول الشاعر في النفاق وحال الناس :

رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال

ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب

ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس منفضه إلى من عنده فضه

ومن لا عنده فضه فعنه الناس منفضه

النفاق هو لغة العصر وجلباب البعض من الناس فيه يرتقي الكثير من الناس إلى مستويات أعلى وتزدهر مكانتهم كلما زاد من جرعاته تحت اسم (المجاملة) فتتوسع دائرتهم.... وتضيع في أرجائها الحقوق .... فيأخذ البعض حقوق الآخرين، وهم يبتسمون لبعضهم يتمايلون في ضحكاتهم ويرقصون على آهات غيرهم.. غير مكترثين بما يجول في حناجر غيرهم من المساكين، غير مبالين ما علق في قلوب المظلومين.... مستمرين في خديعتهم ونفاقهم ويدورون حول دائرة المخدوعين موزعين ابتسامتهم الجوفاء...... يجتثون من خلالها الأحلام ا لصغيرة التي هي في جوبعتهم فينهشونها ممزقين بساطتهم متآمرين عليها فيسحبون البساط من تحت أقدامهم ...... يوعدونهم بالخير الكثير وهم يضحكون على أذقانهم ويجاملونهم بالكلمات الطيبة الحلوة والتي يشع منها الأمل والنور البعيد .... يرمون من خلالها شباك خديعتهم, يصطادون صيدهم بوعود لا وجود لها .... يغرونهم بما هو ليس لهم فترى خدمات البسطاء لهم عجيبة وغريبة ... فمنهم من يقدم هداياهم البسطة بالطاعة العمياء .. أو تقديم بعض أو تيسير أمورهم في بعض الدوائر أي تقديم خدمات منوعة مقابل أحلام بسيطة يعيشون في أوهامها...
والغريب إن هؤلاء المخادعين المنافقين يفتخرون بذكائهم العجيب ويسخرون في محافلهم على البسطاء وبساطتهم فهم من خلالها يسلبون حقوقهم ويجرحون كرامتهم وينهشون كبريائهم البسيط بالخديعة والنفاق وهم يتباهون بعقولهم ويضحكون على سذاجة غيرهم.

وخلاصة القول ...إن المجاملة والخديعة دليل واضح على ضعف الشخصية وقلة الحيلة ... وفي المقابل البسطاء المخدوعين ترى في داخلهم قوة النفس التي تبدأ من جديد لكن بحذر أكثر حتى يتمكنوا من التصدي لهؤلاء المنافقين المخادعين.

العفو

شكرا لمروركما