منذ أن تقاعد ، اعتاد أن يأتي عصر كل يوم الى تلك الحديقة ويجلس على المقعد القريب من البحرة يراقب طيور البط وهي تسبح . وكان يجلس بالقرب منه الكثير من الناس وكان يسمع أحياننا حوارهم وكلامهم .
سمع شكاوي كثيرة عن أمراض وأعراضها وسمع باسماء أطباء ناجحين وفاشلين وكان يكتفي بالسمع تاركا شكواه لذاته . بلأمس جلس بالقرب منه مجموعة من الشباب وبدأوا حديثا لم يفهم منه شيئا ، سمع كلمة البلوتوث فظنها اسم مرض او جرثومة حتى عرف انها شيئ يتعلق بذاك الهاتف الذي يحمله المرء على جنبه ، سمع أحاديث عن مطربين ومطربات ، عن نجوم غناء ، عن محطات فضائية ، وكانت ضحكاتهم المفتعلة أحياننا تزعجه ، كانت كتبهم المدرسية تحت أقدامهم . لأول مرة أحس بالغضب وترك مقعده وهو يدمدم بنفسه ( الآن اعلم سبب هزائمنا )